فوضى ورحلات

علي مليباريمنذ إعلان انتخاب اتحاد كرة القدم الحالي، ونحن حينها ننظر بعين الأمل نحو قدرته على تنفيذ كثير من الإصلاحات وتنظيم أحوال الكرة السعودية بمختلف عناصرها المثيرة كالمنتخب والدوري واللجان الرياضية المختلفة.

ولكن للأسف، فالمتأمل حاليًا لآلية تعاطي الاتحاد المنتخب، يدرك بملء عقله أن قدرات الكثير من العاملين في الاتحاد لا يمكن أن تؤدي إلى نتائج مرضية أو تحقق تقدمًا ملموسًا إن لم تُصقل بالكثير من المفاهيم والخبرات، وتُهيأ لها أجواء مثالية تستظل باللوائح والقوانين.

المؤلم في الأمر أيضًا هو ذلك البرود الغريب المسيطر على قرارات الاتحاد والذي أنتج تعاطيًا سلبيًا مع كثير من القضايا الشائكة، وهو أمر أرجو ألا يُشكل نهجًا يمضي عليه اتحاد القدم من أجل تنفيذ قناعاته الخاصة أيًا كانت ودون الحاجة لتفسيرها أو تبريرها بالقوانين واللوائح، خاصة وأنه حظي بدعم اللجنة الأولمبية وضمن حصانة الفيفا حتى نهاية حقبته بعد قرابة العام على الأقل.

عقوبة ثلاثي المنتخب مثلًا كشفت عن غياب التنسيق والتنظيم داخل منظومة الاتحاد، والأحداث الأخيرة للجنة الانضباط كشفت لنا بجلاء بعض مكامن الخلل الإداري الذي يستوجب معالجة سريعة وتدخل فعال، ولا أدري حقًا كيف للجنة مهمة كلجنة الانضباط والمعنية بالكثير من الملفات والقضايا الشائكة أن تعمل هكذا بلا رقابة ودون رئيس يقود دفة العمل.

للأسف، اتحاد القدم لا يعمل بشكل متكامل ومتوازن فنحن لا نسمع في الغالب إلا عن أشخاص معينين يعملون بجانب الرئيس أحمد عيد، أما الباقين فلا أعلم هل هم مهمشين أم غير فاعلين ويريدون فقط أن يكونوا تكملة عدد مقابل حظوتهم لمنصب الأعضاء.

ومن باب الأمانة أقول أن لدى أحمد عيد ميزة قل أن تجدها في رئيس اتحاد آخر يمر بنفس الظروف المريرة للكرة السعودية، فهو يرتحل باسم الاتحاد لكل مكان في الخارج ويحرص على تلبية الدعوة في أي زمان حتى وإن كانت المناسبة عابرة، فالمهم لديه هو تمثيل الكرة السعودية خارحيًا بأحسن وضع وأعظم حال.

تويتر AliMelibari@

16