ما بين النغم واللغم..!!
عيسى الجوكم

عيسى الجوكم

 لا أعرف السر وراء بقاء بعض الوجوه في المشهد الرياضي رغم مغادرتها الساحة، تحضر اسما وتداولا ونقاشا ورؤية ومدحا وذما رغم غيابها، وربما يكون بريقها أكثر اشتعالا ممن يمسكون ناصية الأمور في مواقع حاضرة جسدا غائبة اسما وحضورا وكاريزما.

 البعض وهبه الله هذا الحضور الأخاذ دون عناء أو تكلفة أو تخطيط أو تدبير أو حتى (دفع من تحت الطاولة) هكذا طلوا على الساحة كبارا، وغادروها كبارا رغم السهام التي وجهت لهم بأقواس مدفوعة الثمن تارة أو تحت وطأة الحقد والمرض والحسد تارة أخرى، واللافت في هذه المعادلة أن بعض تلك الأسماء مازالت صانعة للحدث دون أن يشعر محاربوها.

 في أحيان كثيرة نكتشف أن للغياب حضورا، وللحضور غيابا، ليس فقط في السلك الرياضي، بل في مجالات عديدة من جوانب الحياة التي تظهر في المناصب الإدارية والفنون والإدارة والمهارات والقدرات، والنجومية، والجميع ما زال يتذكر العملاق غازي القصبي (رحمه الله), والفذ عبدالله الدبل (رحمه الله) كل في مجال تخصصه، فكلاهما غادر الحياة، وما زال البعض يرى أن مكانهما شاغر.

 ونكتشف أيضا صحة مقولة (فاقد الشيء لا يعطيه) فمهما اجتهدنا لنفخ (البالونات) فإنها وإن كبرت لبعض الوقت ستصغر فيما بعد، لأنها تحتاج لغزة إبرة فقط للسقوط، وسيكون مصيرها تحت شعار المثل القائل (سحابة صيف)، وهنا أترك تسمية الأسماء لك عزيزي القارئ.

 نموذجان في النجومية غابا عن مشهد المستطيل الأخضر لسنوات، وما زالت طلتهما الأقوى على الساحة الرياضية (ماجد وسامي) فقد امتلكا الكاريزما، ولا يحتاج هذا النوع من النجومية لعملية (النفخ) بعكس غيرهما الذي حضر (ترانزيت) وغادر دون بصمة واستمرارية.

 ومثل ماجد وسامي هناك في الجانب الرئاسي والإداري الكثير غادروا الساحة وبقيت اسماؤهم مضيئة تحمل في النفوس الشيء الكثير للقريب والبعيد، لأنها لم تصنع بالنفخ وتملك (كاريزما) الاستمرارية في الساحة اسما ولو ابتعدت جسدا ومنصبا.

 هناك فرق بين (فقاعة الصابون) التي لا تكتب تاريخا، وتصنع مؤقتا وتختفي من المشهد بعد الابتعاد، وإن بقيت لا تعدو نشازا، وبين أولئك الكبار الذين حفروا اسماءهم بأحرف من ذهب، ونجحوا في تخليد اعمالهم أرقاما وتاريخا وبصمة.

 هل عرفتم الفرق بين من كان نغما ومن كان لغما؟!

11