بتال القوس | حتى لا تهرب الجماهير

في مسابقات كرة القدم السعودية، تظل القاعدة الشعبية العريضة من عشاق اللعبة أهم أركان المشهد الرياضي، وحتى بوجود مسابقات مجاورة أكثر تنظيما ودقة في العمل، ظلت مدرجات ملاعبنا الرهان الدائم والوقود المحرك للعبة الشعبية الأولى في العالم.

في هذا الموسم، تصدرت مدرجات ملعب جدة كل أرقام الإحصاء رغم أن قطبها الكبير الاتحاد لا يعيش في أفضل حالاته الفنية والإدارية، في حين لم يكن مستغربا هذا الشغف المتصاعد في مدرجات المجانين الخُضر.

نقص أرقام الحضور الجماهيري في ملاعب الرياض والمدن الأخرى وتصاعده في جدة يطرح استفهامات كثيرة، من الحكمة أن ترصدها رابطة دوري المحترفين وتبحث عن حلول لها.

جدة المرتمية في أحضان البحر الأحمر، استقبلت نهاية الموسم الماضي جوهرتها الجميلة ستاد مدينة الملك عبدالله الرياضية، الملعب الجوهرة الحلم، ما يعني أن هناك بيئة جديدة ورائعة تستقبل الجماهير بابتسامة وتنظيم دقيق، ستجذب العشاق لقضاء ساعات من المتعة الكروية التي تكفل للمشجع احترامه وكرامته، كما يجب أن يكون.

في الرياض، ما زال المشجع يعاني، ويعاني، يحصل على مقعده في الملعب بصعوبة بالغة، من العسير الحصول على وجبة غذائية تجبر جوع الانتظار ساعات في الطوابير المزدحمة، ومع هذه الظروف تصبح دعوة المشجع إلى الملعب، أمرا لا يخلو من البجاحة.

.. حتى لا نفقد الركن الأساسي من اللعبة وهو الجمهور، علينا أن نبحث بحرص الأسباب التي تمنعه من الحضور، ونساعده في التغلب على الصعوبات، ونيسر له أجواء حقيقية تدعوه للتعامل مع حضور المباراة كيوم ترفيهي يقضيه مع أولاده وأصدقائه ومستقبلا أسرته، وفي هذا اقترح على رابطة المحترفين واتحاد الكرة تقديم كراسة مناقصة لشركات تنظيم الاحتفالات والعلاقات العامة والأغذية، من أجل الفوز بإدارة ملعب واحد فقط في كل مدينة.

نحتاج إلى شركة اختصاصية تتولى التنظيم في ملعب الملك فهد، وأخرى في الملز ومثلهما في بريدة والأحساء والدمام، تسهل دخول الجماهير بأرقام مقاعد مطبوعة على التذاكر، وتقدم الغذاء والماء والمشروبات للمشجع وهو في مقعده أو عبر أركان تموين متاحة وقريبة من كل بوابة دخول. هذه الشركات ستكون الفائدة منها مزدوجة، أولا خلق بيئة مشجعة ومحفزة للجماهير والثانية مساهمة اللعبة الشعبية اجتماعيا في خلق فرص وظيفية للشباب السعودي، إذ لا بد أن تحتاج هذه الشركات إلى أعداد كبيرة تساعد في فرض النظام وتسهم في خلق البيئة المطلوبة.

استكمالا للاقتراح، ولخلق أجواء من التنافس تنعكس على بيئة الملاعب، أوصي الاتحاد السعودي بعمل مسابقة عن أجمل بيئة ملعب مع نهاية كل موسم، تتسابق الشركات على الفوز بجائزتها، والفائز يكون لملعبه حق استضافة مباراة السوبر السعودي في الموسم التالي تقديرا وتكريما وتحفيزا للإنجاز على أن يذهب نصف دخل المباراة للشركة ذاتها كنوع من المكافأة على العمل الجيد والنصف الآخر يمكن استثماره في تعديل بيئة أسوأ ملعب تم تصنيفها في السباق.

كرة القدم بلا جماهير، أشبه ما تكون بليلة ميتم، ولذلك على اتحادنا الموقر ورابطة المحترفين أخذ الأمر بجدية عالية، قبل أن تهجر الجماهير مدرجاتنا بالكامل.

9