بلماضي لموقع الفيفا: قطر ستصل بعيداً في كأس آسيا

جمال بلماضي

جمال بلماضي هذا المدرب الجزائري الشاب أخذ على عاتقه تحمّل كامل المسؤولية وقد كان عند حسن الظن، فبعد أن لفت الأنظار إليه منذ أن وطأت قدماه دولة قطر قبل سنوات قليلة حين بدأ مسيرته بقيادة الصاعد حديثا لعالم الأضواء نادي لخويا للظفر بلقبين متتاليين في الدوري القطري، ليجد فيه الإتحاد القطري خير مدرب لمنتخبه الوطني خصوصا بعد أن أثبت قدراته مع الأيام الأولى للعام 2014 عندما فاز مع “رديف العنابي” بلقب بطولة غرب آسيا في مهمته الأولى مع المنتخبات.

أنهى بلماضي خطوة مهمة بنجاح كبير، ولكنه الآن سرعان ما سيدخل من جديد في التحضيرات لأم المهمات، حيث العيون الآسيوية شاخصة نحو العرس القاري الكبير بعد أسابيع قليلة، وقبل أن ينهمك جمال في تركيزه المعتاد تحضيرا لهذه البطولة، التقاه موقع FIFA.com في حوار حصري وتحدث فيه عن اللقب الخليجي ورأيه في المشاركة الآسيوية.

خليجي 22.. لقب مهم

كان منتخب قطر يمتلك لقبين في كأس الخليج حققهما على أرضه عامي 1992 و2004 ولذلك كانت الترشيحات قليلة نحو العنابي قبل خوضه هذه المنافسة ذات الإرث الكبير لدول المنطقة، ولكن رفاق المدرب بلماضي كانوا عند حسن الظن بهم، حيث قدموا أداء متصاعداً وتجلّت قمته في الأدوار النهائية، في نصف النهائي ثم المشهد الأخير أمام السعودية، تفوق بلماضي وقدم نفسه عقلاً كرويا فذا، حققت قطر الفوز بهدفين لهدف أمام جمهور كبير قدم التحية في النهاية للبطل الأحق باللقب، عقب اللقاء قال بلماضي “الحمد لله، لقد كانت بطولة قوية بالنسبة لنا، كنا ندرك الصعوبات التي سنواجهها ونعلم الضغوط مسبقا، لم تكن ترشيحاتنا كبيرة ولكن أعتقد بأننا أثبتنا أنفسنا وأحقيتنا بالفوز.

وواصل : عندما ندخل غمار أي منافسة نضع لأنفسنا هدف كبير نعمل عليه بصمت، لقد ترجم اللاعبون كل التعليمات وأخرجوا ما في جعبتهم من مهارات وروح قتالية. أشكرهم على الجهود التي بُذلت، هذا لقب مهم بالنسبة لنا فنحن لم نتوج منذ عقد من الزمن، وتأتي أهميته الإضافية كونه يأتي قبل شهر من التوجه نحو أستراليا لخوض كأس آسيا، سنستفيد معنويا من هذا التتويج”.

طموحات آسيوية كبيرة

تحدثنا مع بلماضي عن كأس آسيا، وسألناه عن رؤيته لهذه المشاركة المرتقبة بعد أسابيع، قائلاً: “كما تعلمون نحن مجموعة جديدة في الفريق، ولدينا طموحات كبيرة ونريد أن نذهب للمنافسة، ونثبت أنفسنا فوق أرضية التباري، هذه المشاركة جزء من مشروعنا طويل المدى. نعلم أن الترشيحات تتجه نحو ثلاثة منتخبات بالمقام الأول للمنافسة على اللقب (اليابان، أستراليا وكوريا الجنوبية) ولكن هذا لا يعني أننا لا نملك الفرص، لكل بطولة ظروفها الخاصة وندرك هذا الأمر وسنعمل على برمجة خطواتنا وسنعمل بجهد أكبر لنكون على قدر الحدث”.

ستواجه قطر منافسة مع دول الجوار ضمن المجموعة الثالثة في كأس آسيا، ثلاث منتخبات هي الإمارات والبحرين وإيران، فكيف يصف بلماضي هذه المنافسة مع فرق معروفة لديه “تملك المنتخبات مقومات كبيرة، إيران عادت في الصيف من المشاركة في كاس العالم 2014، والإمارات تملك مجموعة متميزة حققت نتائج لافتة في الفترة الماضية، ولا نغفل البحرين الساعية لإثبات نفسها، هذة مجموعة قوية بالتأكيد وستكون كل المباريات صعبة. نطمح لبداية طيبة أمام الإمارات فهذه الخطوة مهمة لنا فإذا ما حققنا الفوز سيعطي دافعا للاعبين وسيقربنا من التأهل للدور الثاني، ولكن سنقوم بتأدية مباريات قوية ونأمل بأن يكون الفريق عند حسن الظن”.

ولكن ماذا عن الأهداف التي يرسمها بلماضي مع العنابي في هذه البطولة، يؤكد هنا “منذ أشهر ونحن نضع جدول تحضيراتنا، لقد خضنا عدة مباريات ودية على أعلى مستوى، وعندما أتينا لكأس الخليج كانت هذه إحدى المحطات المهمة لنا، والفوز باللقب سيضيف من المعنويات للاعبين، وسنواصل المسير على هذه الخطى، عندما سنكون في أستراليا سنأخذ المباريات خطوة بخطوة، لكي نبقى مركزين دائما”.

طلبنا منه تحديد هدفه في كأس آسيا، هنا ابتسم قليلاً قبل أن يؤكد “لا أخشى أن أضع حداً لطموحاتنا، صحيح أن قطر بلغت ربع النهائي في النسخة الماضية وهو ما يشكل ضغطا ومطالبة من الجميع بأن نبلغ ذات الدور، لكن أريد أن يكون ضغطاً إيجابياً، سأحوّل هذا الأمر في مصلحتنا لتحفيز اللاعبين للقيام بنفس المسيرة الطيبة، سنسعى للوصول لأقصى ما يمكن في هذه المنافسة القوية”.

معرفة كل التفاصيل

يمكن القول أن السنوات التي أمضاها بلماضي في قطر قد منحته الكثير من الدراية باللاعبين وطبيعتهم، فهذه الأمور اختصرت الكثير من الوقت منذ أن بدأ جمال مهمته التدريبية في آذار الماضي، يؤكد هنا “نعم، هذا الأمر صحيح أنا متواجد في قطر منذ عدة سنوات، وأعلم جيداً قدرات اللاعبين وكيفية التعامل معهم، بدأت التدريب مع نادي لخويا وعشت كل التفاصيل وراقبت الكثير من اللاعبين من أرض الملعب، وعندما بدأت المهمة مع المنتخب الرديف في بطولة غرب آسيا كانت تلك خطوة أولى لاستكشاف المزيد من الأمور وتجربة اللاعبين الجدد وصغار السن، وعندما عهد الإتحاد القطري مهمة المنتخب الوطني لي كان بنك المعلومات برصيد وافر، ولربما تواجد جميع اللاعبين في الدوري المحلي اختصر الكثير من الوقت في الإنسجام والبقاء على مقربة من كل التفاصيل، أعتقد أننا أصبحنا الآن أكثر تماسكاً مع تقدم مراحل التحضيرات”.

الجزائر والكرة الذهبية

لا يمكن تجاهل الحديث مع جزائري سبق وأن مثل “محاربي الصحراء” لعدة سنوات، فكان طبيعيا أن نعاود السؤال عن رأيه بمشاركة الجزائر في كأس العالم البرازيل 2014 FIFA خصوصا وأن بلماضي كان أحد المتفائلين بقدرة منتخب بلاده قبل العرس العالمي بأشهر “كانت مشاركة تاريخية بالفعل، أعتقد أن الفريق تعلّم الدرس من المشاركة السابقة في 2010، ولذلك رأينا أن الأداء تطور وتحققت نتائج متميزة، التأهل للدور الثاني كان أمراً رائعا بالتأكيد، كما أنهم خرجوا من البطولة بعد أداء بطولي أمام الفائز باللقب المانيا. كانت تجربة رائعة خصوصا وبداية متميزة لمستقبل باهر، لدى الفريق مجموعة طيبة من اللاعبين في مقتبل العمر، سيتحسنون حتما مع مرور الوقت”.

ويضيف “تأهل الفريق لكاس أفريقيا 2015 تحقق بشكل لا شك فيه مسيرة التصفيات كانت مثالية، وأصبحت الجزائر مطالبة الآن باستعادة اللقب الذي لم نحققه منذ 1990، سيكونوا هناك مرشحين للقب وعليهم إثبات قدراتهم أمام منافسين متربصين”.

وماذا عن كرة FIFA الذهبية، أخذ لحظات للتفكير قبل أن يقول “هذه منافسة صعبة بين المرشحين، قدم الكثير من اللاعبين أداء طيبا، كانت هناك كأس العالم ولكن هذه الجائزة تمنح لما يتم إنجازه خلال عام كامل، أعتقد بأن البرتغالي كريستيانو رونالدو قدم موسما طيبا وربما سأذهب معه”.

وكونه مدرباً طلبنا رأيه بهوية مرشحه لجائزة مدرب العام، وكما كان متوقعا عندما تحدث عن مرشحه حين قال “لقد أحببت العمل الكبير الذي قدمه المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني، كان من الصعب أن يكسب الليجا الأسبانية أمام فريقين كبيرين مثل ريال مدريد وبرشلونة ولكنه فعلها وإنتزع اللقب عن جدارة، كما أنه قاد فريقه لبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا وكان قريبا جدا من الفوز باللقب، ولذلك أعتقد انه قدم عملاً هائلاً ويستحقها”.

8