عيسى الجوكم | ضابط ايقاع خليجي 22!!

في كثير من الأحيان، نجد أن هناك منتخبات وفرقا تملك لاعبين مميزين مهاريين هدافين، لكنها تخسر أو على الأقل لا تربح في مباريات الحسم، وهذا ما انطبق على المنتخب الكويتي الذي كان يرشحه أغلبية النقاد والرياضيين للتأهل لنصف النهائي على حساب المنتخب العماني، لكن الأحمر كشر عن أنيابه في الوقت المناسب وقلب السحر على الساحر قبل أن يفجر عناقيد الغضب في الكويت بنتيجة ستظل عالقة في تاريخ البطولات الخليجية، فهذه النتائج لم تعد لتتحقق بسهولة في عالم الساحرة المستديرة، ولن تتكرر غير مرة واحدة في كل عقد أو حتى عقدين من الزمن، على عكس ما كان يحدث في الزمن الماضي.

الكثير من فطاحلة الفكر الرياضي في العالم درسوا هذه الظاهرة ووجدوا أن تلك المنتخبات وتلك الفرق تفتقر إلى عامل مهم للفوز وهو القائد داخل الملعب.

ألمانيا أيام القيصر بكنباور لم تكن هي الأفضل مهاريا وعناصريا من البرازيل أو حتى ايطاليا، ولكنها كانت تملك قائدا مبدعا هو بكنباور.

والأمثلة في هذا المضمار كثيرة جدا ولا داعي لسردها ونكتفي هنا بنموذج القيصر.

البعض انتقد دورة خليجي 22 بسبب غياب اللاعبين النجوم، لكن النجوم ردوا الانتقادات بقسوة في الوقت المناسب، بعدما سجل اللاعب العماني سعيد الرزيقي ثلاثة أهداف كأول لاعب يسجل هاتريك في البطولة الحالية ويقود المنتخب العماني لفوز مهم وحاسم، بعدما كان البعض يشير إلى تجهيز الأحمر لحقائبه والعودة لعمان.

هناك أيضاً اللاعب الموهوب عمر عبدالرحمن، وأفضل لاعب في خليجي 21 انطفأ بريقه ولم يظهر كما كان في البطولة السابقة، لكن ظهر في الموعد بتمريراته الحاسمة للمهاجمين، صحيح انه غاب عن التهديف حتى الآن لكن تمريراته وأدواره الخططية في الملعب تأتي أهم بكثير من أحراز الأهداف.

الهدف من تلك السطور السابقة هو التأكيد على أن المنتخب السعودي وفي هذه الفترة بالذات يحتاج إلى قائد داخل الملعب، يحتاج لقيادة تسير بدفة الفريق إلى الأمام، يحتاج إلى ضابط ايقاع يحول المهارة إلى هدف محدد.

ولا يختلف اثنان على أن سعود كريري القائد الحالي للأخضر في الآونة الأخيرة هو لاعب قائد داخل المستطيل الأخضر إضافة إلى المجهود الذي يبذله، بل هو ضالة المنتخب السعودي وضابط الايقاع بل انه افضل قائد في خليجي 22، لاسيما وان المنتخب السعودي مطالب بضبط الايقاع في المواجهة المرتقبة أمام المنتخب الاماراتي غداً الاحد والتي يراها الجميع انها نهائي مبكر، لن تقتصر المنافسة فيها داخل المستطيل الأخضر بل ستمتد إلى المدرجات التي ستكتظ بـ 70 ألف مشجع.

14