علي مليباري : الوطنية تهزم الهلال!

علي مليباريبالأمس دخل لاعبو الهلال أرض الملعب وفي داخلهم هاجس مزعج مفاده أنهم أمام عدوين لدودين، الأول فريق سيدني الأسترالي أما الآخر فهو عدد من أناس ينتمون إلى بلادنا الغالية ولكنهم (غير وطنيين) كونهم ببساطة لا يشجعون فريق الهلال في محنته الآسيوية.
هذا العدو الثاني والذي كان يتحسسه اللاعبون وقت ولوج هدف سيدني الوحيد وعند إضاعة الفرص هو في الواقع عدو (وهمي) لم يخلقه إلا الإعلام الهلالي المتعصب وبمباركة من رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد وفريق إدارته الذين فتحوا مزادًا على الوطنية مقياسه: إذا لم تشجع الهلال معنا فأنت غير وطني!.
وهو أمر بلاشك يدعوا للأسف سيما وأن إدارة الهلال لديها من الخبرة الشيء الكثير فهي ليست بجديدة على الساحة الرياضية، فضلًا على أننا نرى في الأمير عبدالرحمن بن مساعد ذلك الشخص المفكر والشاعر وبالتالي فإننا لا نظنه إلا ويعلم أن (برواز) الوطنية يجب أن لا تقتصر مساحاته على الهلال أو أي فريق آخر، وأن من حق أي مشجع إعلان موقفه في تشجيع الهلال من عدمه طالما تم ذلك في أطر الاحترام وعدم الإساءة للآخرين، وهو أمر يحدث في كل دول العالم وبالأخص في منافسات دوري أبطال أوروبا، الأقوى على مستوى العالم، فلم نسمع مثلًا أن فرنسيًا جُرد من وطنيته بسبب تشجعيه في يوم من الأيام لفريقه المفضل برشلونة أمام باريس سان جيرمان.
ربط تشجيع الهلال بالوطنية أدى إلى انزلاق آخرين في متاهات أخرى جعلتهم عرضة لمواقف مضحكة كتغريدة الهلالي المعتزل والإعلامي حاليًا فيصل أبو ثنين وتجرئه في إقحام الدين من أجل تشجيع الهلال، حتى قهقه المتابعون وأخذوا كلهم يقولون في صوت واحد: أضحك الله سنك يا فيصل!.
لن أسهب فالأمر فعلًا يدعو إلى الخجل، ولكني أقدم نصيحة للهلاليين، إدارة ومسؤولين، وهي عليكم بالتركيز على الملعب والملعب فقط قبل مباراة الإياب وعدم إشغال اللاعبين بأمور لا علاقة لها بكرة القدم، وبالتالي بناء جدار عالي يحمي اللاعبين من بعض الأفكار الإعلامية الهلالية المتعصبة، حتى لا تذهب الجهود سُدى ولا يضيع تحقيق حلم (العالمية) الذي كان ومازال كابوسًا مزعجًا عند الهلاليين يتردد صداه في كل مجلس وتتناقله الألسن في كل لقاء.

تويتر AliMelibari@

عن الرياضي

16