الدبيخي يستفهم : لماذا تم انتقاد معسكر المنتخب؟

حمد الدبيخيهناك تناقض (إعلامي) فاضح لبعض أو اغلب من انتقدوا معسكر المنتخب الأخير، ففي السابق عندما كان المنتخب (لا) يستغل أيام الفيفا بإقامة مباريات قوية للاحتكاك والاستفادة، كانوا يقولون: لماذا لا يستفيد المنتخب ويلعب مباريات قوية بغض النظر عن النتيجة.
 واليوم ينتقدون ما طالبوا به بالأمس (قبل سنوات)، فإقامة المعسكر بغض النظر عن نتائج المباراتين له من المكتسبات الشيء الكثير، ولن يشاهدوا تلك المكتسبات من (لا) يملكون بعدا في نظرهم.
 وقالوا ان إقامة المعسكر بعد موسم كروي طويل غير مفيد.. إذا ماذا لو كان منتخبنا متأهلا لنهائيات كأس العالم؟ هل ستكون مطالباتكم بعدم الاستعداد ونعطي اللاعبين إجازة؟ وماذا عن المنتخبات التي لعب معها منتخبنا أو تلك التي لم يلعب معها، وهي لا تشارك في نهائيات كأس العالم وقد استغلت أيام الفيفا ولعبت مباريات ودية؟ هل منتخبنا (الوحيد) الذي عسكر ولعب مباريات ودية بعد انتهاء المسابقات المحلية؟
 ما زال البعض يعتقد أن إقامة المعسكر (يجب) ان تسبق مشاركة للمنتخب في مسابقة ما بوقت قصير، وليس وقتا طويلا كما هو معسكر المنتخب الاستعدادي لكأس الخليج وآسيا القادمين، فهل كان منتخب البرازيل على سبيل المثال وهو المستضيف لنهائيات كأس العالم خلال السنوات الماضية لم يلعب مباريات ودية استعدادا لكأس العالم؟ لا شك ان منتخب البرازيل قد لعب في السنوات الماضية مباريات كثيرة ودية، فلماذا عندما يقيم المنتخب معسكرا (قصيرا) استعدادا لكأس الخليج ونهائيات آسيا ننتقده؟
 وإذا كان هناك من يعارض وينتقد هذا المعسكر، فعلينا ان نسأله لماذا طالبنا الجهاز الفني للمنتخب بمتابعة مسابقاتنا المحلية، في ظل ان كأس الخليج لن تكون بعد هذا الموسم بل خلال الموسم القادم؟ فهل يعقل ان نقول لمدرب المنتخب (خليك) في بلدك ولا تتابع المسابقات المحلية؛ بسبب ان كأس الخليج ونهائيات كاس آسيا بعد بداية الموسم القادم؟
 ثم ان هناك وقتا لكي يرتاح اللاعبون قبل ان ينخرطوا بمعسكرات أنديتهم (كافيا) للراحة، وكما هو معلوم ان اللاعبين المحترفين (يجب) عليهم ان يتمتعوا بإجازات تكون فيها الراحة ايجابية وليست سلبية، بمعنى ان تكون لديهم برامج ترفيهية رياضية تحافظ على لياقتهم وصحتهم مثل ممارسة السباحة في أيام محددة.
 تستغل الفرق العالمية (المحترفة) فترة ما بعد انتهاء الموسم بعمل جولة كروية للعب عدد من المباريات، فلماذا لا يعطى اللاعبون في تلك الفرق إجازة بداعي الإرهاق والإجهاد؟
 وماذا لو تعاقدات أنديتنا مع (بعض) اللاعبين المشاركين في كأس العالم التي ستنطلق بعد أيام، فهل سيعفى هؤلاء اللاعبون من الانضمام إلى أنديتهم بداعي الإرهاق والإجهاد، في وقت ان الأندية ستكون في فترة الإعداد للموسم القادم أثناء كأس العالم؟
 أخيرا هل يعتقد هؤلاء المنتقدون ان اللاعب السعودي يتدرب خلال الموسم على فترتين صباحية ومسائية كل يوم أو خمس أيام في الأسبوع؟ المسألة كلها تمرين لمدة (ساعتين) في فترة المساء، يعني 22 ساعة من أصل 24 ساعة وهو في راحة، فمن أين أتى الإرهاق والإجهاد؟

مقال للكاتب حمد الدبيخي- اليوم

9