التركي: الاتحاد وظلم ذوي القربى!

ــ الكتابة في هذا الموضوع ــ بالذات ــ تعد من أصعب المهمات لي شخصيا لأسباب عديدة، أهمها عملي الرسمي السابق بالنادي وربط الكثيرين أي كلمة بأشخاص أو مواقف سابقة أو غير ذلك. كما أنني في الغالب لا أحبذ التطرق لأسماء في مقالاتي أو إعلاميا بصفة عامة، فالمهمة ستظل صعبة.
ــ الحديث عن الاتحاد ذو شجون، وقد يستغرق ذلك مقالات عديدة، وسأحاول التطرق لبعض المعوقات السابقة والحالية، ووجهة نظري الشخصية بدون تفصيل، والأهم طرح ما يمكن طرحه فقط، فهنالك أمور كثيرة يظل مصيرها النسيان أو الطرح داخل البيت الاتحادي في يوم ما.
ــ إن جاز لي أن أقسم الاتحاد (سيختلف معي الكثير) لثلاث مراحل زمنية. مرحلة ما قبل الأمير طلال بن منصور، ومرحلته المتداخلة مع الأستاذ إبراهيم أفندي، ومرحلة العضو الداعم. ولست بصدد الحديث عن إنجازات كل مرحلة تفصيليا، فالتاريخ معروف ومرحلة إنقاذ الاتحاد وتحقيق بطولة كل فترة ومعطياتها تختلف عن مرحلة بطولة أو بطولات كل سنة.
ــ ولا يمكن التقليل من أي مرحلة مهما كانت معطياتها ونتائجها، فالكل أعطى وقدم حسب الإمكانات المتوفرة، والبعض بذل الغالي والنفيس، بل اقتطع من ماله ومال أبنائه لدعم النادي في أحلك الظروف، ووصل الأمر لمرضه ومعاناته بسبب هذا الكيان العريق.
ــ هذه المرحلة التاريخية قد تختلف جذريا في كون أن كبير الاتحاديين اختفى، وأصبح الاتحاد بدون كبير وقائد للتخطيط لمرحلة عصيبة، ومؤشراتها بدأت من قبل بعد العضو الداعم، والذي يجب على الاتحاديين جميعا أن يعوه أنها مرحلة تاريخية والأكثر بطوليا ولكنها انتهت. ولن يتوقف الاتحاد على شخص مهما كان الأمر، وأعي جيدا أن هذه الجملة ستغضب العديد، ولكنها هي واقع وماضي هذا الكيان.
ــ فنجاح الاتحاد سابقا ولكل مرحلة كان لها عرابون معروفون لكل الاتحاديين، وعندما غاب الجميع حدث ما حدث من تخبط إداري وشتات فكري للنادي العريق. فسير الانتخابات الأخيرة من ترشح وعدم التزكية كما كان سابقا يعطي دلالة على كيفية سير الأمور. فرئيس الاتحاد وأعضاؤه كان يتم اختيارهم مسبقا والموافقة عليهم بدون أي جدليات وكذلك الأمور المالية، وهو ما يحدث الآن بغالبية الأندية الكبيرة.
ــ الحروب الإعلامية، وتصدر «بعض» من لا يستحقون تصدر المشهد، وغياب شبه كامل لكبار وعقلاء الاتحاديين، ساهم جذريا فيما حدث سابقا ويحدث حاليا، والحاجة الآن للاتحاد والاتحاد فقط ظهور قائد «جديد» لمرحلة تاريخية قادمة.

مقالة للكاتب فراس التركي عن جريدة عكاظ

9