بتال القوس يكتب: أخطاء الجابر والهلاليين

.. في قضية سامي الجابر وناديه الدائرة حاليا، يخطئ كثير من الهلاليين في رؤيتهم لبعض الأمور ويحورونها إلى غير حقيقتها أو لا يجيدون الفصل بين الأدوار والحقب التاريخية والمهام السابقة والحالية.

يخطئ بعض الهلاليين حين يقولون إن الرئيس الأمير عبد الرحمن بن مساعد تعاقد مع الجابر ويريد بقاءه الآن للاستفادة منه كحائط صد في الأيام السوداء، يتقي به الغضب الجماهيري، والحقيقة أن التجربة أثبتت عكس ذلك تماما في الموسم المنقضي، فالهلال إن فاز كان الجابر صانع الانتصار وسيده ورجله الأول، وإن خسر فالأسباب كلها تحيط بالرئيس إحاطة السوار بالمعصم، وفي مجملها أسباب تافهة تفتقد الموضوعية يُدفع بها لحماية المدرب المعشوق، بدءا من علاقات الرئيس الإعلامية وليس نهاية بمتابعته المباريات في غرفة اللاعبين.

ويخطئ بعض الهلاليين، في التفريق بين سامي النجم الأسطوري في تاريخ الأزرق حين كان لاعبا فذا ومهاجما فريدا، والجابر المدرب المبتدئ الذي يتلمس طريقه نحو الاعتراف به مدربا محترفا حقيقيا، فيمزجون بين الدورين والحقبتين التاريخيتين، ويتحول الحكم الموضوعي المفترض إلى عبارات مليئة بالعاطفة والبكائيات والأشعار والمفاخر، ولا أدل على ذلك من رجل كتب لي مرة: سامي الجابر لعب في المونديال أربع مرات، فكيف تقول إنه مدرب مبتدئ؟ قلت له: ذاك سامي اللاعب، نحن نتحدث عن سامي المدرب. فختم النقاش: “اترك عن الفلسفة بس”.

ويخطئ الهلاليون كلهم حين لا يجيدون التفريق بين مشوار سامي المدرب ومسيرة الهلال النادي المنشأة الكيان. الاثنان يسيران في علاقة تعاقدية وخطين متوازيين نحو الهدف، هذا صحيح، لكن لكل واحد من الاثنين كيانه المستقل، ومشواره المهني الخاص، وللتوضيح أكثر: إذا قال أحد إن الجابر نجح في أول مواسمه التدريبية، فإنه لا يجافي الحقيقة كثيرا، لسبب بسيط، هو أن سامي كان بلا أرقام ولا أسطر في سيرته التدريبية، فأصبح بأرقام وبعض الأسطر في ملفه المهني. ولو قال أحدهم أن الجابر فشل مع الهلال. فإنه لا يزيف الحقيقة أيضا لسبب أبسط، أنه استلم الأزرق بطلا لكأس ولي العهد وتحول معه إلى وصيف، واستلمه وصيفا في الدوري وما برح مقعد الوصيف، وغادر معه الأزرق بطولة كأس الملك من ربع النهائي وهو الدور ذاته الذي غادر فيه الفريق البطولة ذاتها العام الماضي قبل أن يعرف الجابر مدربا. أما في دوري الأبطال ففي آخر خمسة أعوام، غادر الأزرق العظيم من الأدوار ثمن النهائي، ربع النهائي، ثمن النهائي، نصف النهائي، ثمن النهائي، على التوالي، ومع سامي بلغ الآن ربع النهائي، أي أنه حقق تقدما طفيفا في مشوار الأزرق بين عامين.

.. ويخطئ بعض الهلاليين، حين يعتبرون أي كلمة لا تمتدح سامي الجابر المدرب، مفردة مسيئة يجب أن يلاحق صاحبها قضائيا و”تويتريا” وهاتفيا، وكأنهم يقولون دون أن ينطقون: المديح أو الصمت. بل إن بعضهم يصور المشهد كالحرب التي يجب أن يخرج منها منتصرا على الدوام، لأن القتل هو ما دون النصر.

أخطاء واضحة ظهرت في علاقة الهلال ومدربه والمتعاطين معها والمتربحين على شواطئها، بسبب أن العاطفة سيدة الموقف فيها، ولا أدل على ذلك إلا ما يحدث حاليا منذ ليلة الثلاثاء وحتى الآن، هناك من يعتقد أنه يحافظ على سامي ويخدمه، وهو لا يعلم أنه قدمه عرضة للإهانة .. للأسف، وفقا للسيناريوهات المسربة.

مقالة للكاتب بتال القوس عن جريدة الاقتصادية

9