الشريف يسأل: أنت جمجومي أم منصوري!!

كتبت الأسبوع الماضي عن أهمية الانسجام بين أفراد فريق العمل وشددت على أن الإدارة عندما تفتقد للانسجام فإنها تفقد روح الإنجاز ويسودها نوع من التبلد مما يجعلها تقدم اعمالا «ناشفة» لا طعم لها ولا رائحة مما يجعلك تتقبل مخرجاتها بحالة من البؤس، كما هو حال نادي الاتحاد حيث أن ادارته غدت تعج بالمتناقضين من الاعضاء والمتناقضات في الاعمال وعنونت مقالي «بطرزان الاتحاد» ولا اخفي عليكم اني تلقيت العديد من الآراء المختلفة حول هذا الموضوع فهناك من هو معجب بطرحي واعتبره متزنا وعقلانيا واني وفقت في وضع النقاط على الحروف وانه بالفعل يجب منح البلوي مزيدا من الوقت ومن الافضل تنقية الاجواء من حوله حتى لو اضطر ابعاد اولئك الاداريين المتشبثين بالشهرة على حساب الاتحاد والتصدي للأقلام الجمجومية .
وهناك من اعتبر مقالي مجاملة وفاضحة للبلوي و تبريرا غير مقبول للبداية المتعثرة له وهو الذي لم يوف بوعوده التي تغنى بها قبيل توليه رئاسة النادي واصفين قلمي بالمنصوري.
وبين هذا وذاك لمست انقساما مصغرا للاتحاديين على مضمون المقال الذي كتب كتعبير عن وجهة نظر «كاتبه» الا اني وجدت نفسي امام سيل من الرسائل والتعليقات التي مزقت جوالي من ارقام اعرفها وارقام لا اعرفها تعزز مفهوم هذا الانقسام حتى وان كان محدود الا انه يعكس انقسامات حادة من الداخل تظهر من الحين والاخر كجزئيات مؤثرة في العلاقات الاتحادية مع بعضها في اشارة واضحة بأن الاتحاديين تخلوا عن ثقافتهم ومبادئهم وشعاراتهم المعروفة عنهم كمقولة «نختلف على الاشخاص ونتفق على حب الاتحاد» وايضا «فلنتحد مع الاتحاد» وغيرها من الشعارات التي ظلت لسنوات طويلة تحظى بإعجاب واعتزاز الوسط الرياضي بالثقافة الاتحادية، برغم ان التاريخ يشهد بالعديد من الازمات القاسية التي استطاع الاتحاديون الخروج منها ..متى ..ما ارادوا شريطة ان يكونوا على قلب رجل واحد.
اما الآن فقد اصبحت الانقسامية والتحزب سمة من سمات المشهد الشرفي والاداري ومن ثم انتقل الى الاعلام الذي لعب دورا كبيرا رئيسيا في حدوث هذي الفجوة وتأزمها وانساق خلفهم المدرج الاصفر وبات المشجع الفلاني مع هذا العضو والمشجع الاخر مع ذلك العضو. ولم يبق في الاتحاد متماسكاً الا اللاعبون داخل الفريق ولا اعتقد بأن هذا التماسك سيستمر اذا ما وجدت حلول سريعة للقضاء على ظاهرة الانقسام والتشكيك ولا اعتقد بأنهم سيقاومون هذا التغير فربما يحدث هذا الانقسام وتجد اللاعبين يلعبون وفق رغبات وتوجهات رؤساء الاحزاب في الاتحاد في تفتيت الكيان الاتحادي ..
وامام هذا المشهد الاليم لا تظهر في الافق أي بوادر اصلاح وانما لايزال للانقسامات بقية ما لم تكن هناك مصارحة تقودها شخصية اتحادية تفرض على الاعضاء المتناحرين الابتعاد حفاظاً على سمعة وتاريخ هذا النادي الوقور..

وقفة :
ما بين ذاك الحلم والواقع المرير هناك جرح ينزف من الصميم لن تتم مداوته الا بالاستئصال. فهل يستأصل الاتحاديون جروحهم ويبدأون مرحلة جديدة من تاريخ الاتحاد ام يبقون متأرجحين ما بين ماضيهم الجميل وحاضرهم الاليم ويبقى السؤال قائما متى يعود الاتحاد؟؟

مقالة للكاتب حسين الشريف في جريدة عكاظ

14