دعرم يكتب: مجزرة بورسعيد تنتظرنا

لم يعد الوضع يطاق، فقد أخذت رياضتنا منحى لم يعد للتنافس الشريف وجود فيه بل أصبح كل شخص يضرب بيد من حديد حتى يحقق طموحه.

هذا الانفلات الذي نشاهده خلال هذه الأيام ليس تدميرا لكل جميل في رياضتنا فحسب، بل دمر أنديتنا ولاعبينا، ودمر العلاقات الأسرية وعلاقات الود والمحبة بين الناس، ويبقى السعيد من خرج من وسط هذه المعمعة سالما.

هذا الانفلات جعل البعض يبيع آخرته بدنياه، فوصل الأمر إلى خروج البعض لتحريف آيات القرآن، ووصل البعض لمرحلة الطعن والقذف في أعراض الناس، إضافة إلى ما نسمعه من سب وشتم ودخول في الذمم واعتداء على عوائل في الشوارع، وما نسمعه من وصول بعض القضايا للمحاكم والقضاء ووو.

هذا التعصب والانفلات غُذِّي من قبل بعض رؤساء الأندية وأعضاء شرفها ومقدمي بعض البرامج الرياضية، ومن قبل إعلاميين يبحثون عن الظهور بأي طريقة حتى لو كانت بطريقة السب والشتم واستباحة حرمات الآخرين.

قبل عام استطاع وزير الإعلام القضاء على هذه الظاهرة على صدر الصفحات الرياضية وبرامج القنوات الرياضية السعودية باتخاذ قرارات صارمة؛ ولكن ما هو الحل يا معالي الوزير لما يحدث على “تويتر” و”فيس بوك” وفي البرامج الرياضية التي تعرض على القنوات الخاصة؟

كيف نستطيع السيطرة عليها وإعادتها إلى طريق الرشد رغم أن من يقوم عليها أبناء وطننا؟

أتمنى أن توحد الجهود وأن تعقد اجتماعات بين رعاية الشباب ووزارة الإعلام وكذلك الداخلية والعدل “القضاء” لإيجاد تشريعات وعقوبات صارمة ورادعة، وإيجاد مخرج لنا من هذه الحرب القذرة بين أبناء وطننا التي أفسدت رياضتنا وجعلتنا أضحوكة للجميع، وإلا فإننا سوف نصحو على مجرزة كالتي حدثت في إستاد بورسعيد وعندها لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد.

مقالة للكاتب علي دعرم عن جريدة الوطن

9