خياط يطالب بـ: الروح الرياضية

أيام الشباب كنا نسمع عن لاعب من أبرز لاعبي كرة القدم المصريين واسمه الشيخ طه إسماعيل، لكن في حقيقة الأمر فالشيخ لقب أضفاه عليه الجمهور المصري بعد أن شاهدوا مواقف عديدة له وهو يتمالك زمام أعصابه ويتعامل مع اللاعبين المنافسين بمنتهى اللياقة وكرم الأخلاق دون تهاون في واجبات اللعب وما يقتضيه من حرفنة وكر وفر. وأظن إن صدقتني الذاكرة أن الشيخ طه كان من نادي الأهلي.
ذكرت هذا عندما قرأت في عكاظ يوم الأربعاء 5/4/1435هـ أن لاعب نادي النصر حسين عبدالغني قد خفف من عصبيته فلم ينل خلال 17 مباراة سوى أربع بطاقات صفراء وبطاقة حمراء واحدة.
إن الرياضة لها جانب ثقافي وهو ترويض العقل والأعصاب.. ولو أطلق كل لاعب العنان لنفسه وهواه لتعطلت الروح الرياضية. وهذه الروح الرياضية هي التي يدندن حولها المعلقون فيقال تقبل الهزيمة بروح رياضية.. أي بدون عصبية ولا توتر لأن اللعب منافسة والمنافسة لابد فيها من غالب ومغلوب.
والإسلام قد حثنا على اجتناب الغضب إذ إن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أوصني. فقال: لا تغضب.. فطلب الوصية مرة ثانية وثالثة وكرر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قوله: لا تغضب.
وإذا كنا نطالب اللاعبين بالروح الرياضية فنحن نطالب الجمهور شبابا وشيبا بهذه الخصلة الأخلاقية الروحانية.. التي تدل على السمو والرقي.
وأذكر عبارة كان يرددها المعلق الفلسطيني المعروف أكرم صالح.. إذ كان يقول دائما: «من حلاوة الروح» ويقصد بذلك وصف المحاورة الناجحة التي لا عنف فيها.
لماذا تتوقف طوابير الشباب في الشوارع إذا فاز فريقهم؟ إن هذا خطأ كبير ففيه تضييع للأوقات لا مبرر له.. لقد تمت المباراة وانتهت وغدا ستشبعها الصفحات الرياضية وصفا ونقدا وتحليلا وثناء وذما.. وعندنا على الأقل عشر صحف.. وصحف خاصة بالرياضة تقوم بنقل وقائع وأحداث المباراة بالتفصيل فلا داعي لكل الضجيج والعجيج وتعطيل المرور بعدها.
وهنا أوجه رسالة إلى اللاعب الكبير حسين عبدالغني وهي أن أربع بطاقات صفراء وبطاقة حمراء في 17 لعبة نسبة عالية تشكل نحو 22% من مجموع المباريات.. فأرجو منه ومن كل اللاعبين أن يحافظوا على الروح الرياضية بكل همة وقوة.

السطر الأخير:
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».

مقالة للكاتب عبدالله عمر خياط في جريدة عكاظ

10