الفرج يتحدث عن ورطة النصر والهلال

بلوغ النصر والهلال للمباراة النهائية على كأس ولي العهد للمرة الثانية على التوالي واستمرار انفرادهما التام بالتنافس على لقب الدوري السعودي في ظل الفارق الشاسع بينهما وصاحب المركز الثالث (الأهلي) أكد تفوقهما المطلق على كل المنافسين، كل مباراة يكون طرفها النصر والهلال تمثل متعة كبيرة للمتابعين، يجدان صعوبة بالغة في كل جولة مهما كان اسم المنافس وحتى لو حل في مرتبة متأخرة، وما عاناه الفريقان في الجولة 19 أمرا مثيرا ويدعو لفرح المتابع الحريص على مشاهدة مباريات لا تعرف النتائج المسبقة، أو ما يسمى بلقاءات الطرف الواحد في ظل الحضور المميز لكل من يواجه العملاقين فالحديث عن مواصلة الصدارة وملاحقة المتصدر يجب أن لا يلغي ما لدى الآخرين من طموح؛ إن في تحسين المركز وإرضاء الجماهير، أو في الهروب من مناطق الخطر خشية الهبوط للدرجة الأدنى، وما قدمه الرائد أمام الهلال في بريدة وهو الذي خسر من النهضة الجولة الماضية وصموده حتى الدقائق العشر الأخيرة بأداء دفاعي عال، ومحاولاته الخروج بالنقاط الثلاث، بعد أن أهدر الجهني فرصة تسجيل نادرة خلال الشوط الأول في وقت لم تتوافر فيه فرص للهلال حتى الدقيقة 70، وخروجه خاسرا في نهاية المطاف عبر كرة ثابتة يوجب الإشادة بالرائديين والمباركة ل(الأزرق) على المحصلة النهائية، أما النصر فقد واجه هو الآخر صعوبات بالغة أمام ضيفه العروبة؛ فعلى الرغم من أن (الأصفر) كان أفضل حالا في الناحية الهجومية من الهلال بالنظر لكم الفرص المتاحة على مدار الشوطين؛ إلا أن هدف التقدم للعروبة في الشوط الأول أربك النصراويين وأشعرهم بخطر ضياع المباراة وقرب تقلص الفارق الذي ينتظره منافسه منذ أسابيع؛ وما يفعله الهلاليون مهما استمرت انتصاراتهم فلن يحقق لهم الدوري مالم يحضر فريق يوقف النصر، وما صنعه العروبة هذا الموسم من حضور مثير كان له دور في رفع عدد المباريات التي توصف بالصعبة، وفي لقاء السبت ظل ممثل الجوف صامدا بعد استقباله هدفين وسعى للتعديل حتى الدقيقة الأخيرة.

قد يكون انفراد فريقين بالمنافسة على الصدارة باكرا وابتعادهما عن صاحب المركز الثالث مؤشرا عن ضعف مستوى الدوري؛ لكنه ليس كذلك بالنظر لمستوى المباريات والصعوبات البالغة التي يواجهها النصر والهلال، وما يقدمه الرائد والعروبة والتعاون والفيصلي والشعلة ومحاولاتهم جمع أكبر قدر من النقاط وإرضاء جماهيرهم وتسجيل بصمة أمر يستحق الشكر.

عندما يصف المدربان كارينو وسامي الجابر أي مباراة في الدوري بأنها صعبة فهما يعيان ما يقولان، وليس على سبيل العبارات التي تهدف لاحترام الخصوم فقط، نظير ما يواجهانه من تنظيم دفاعي ورقابة لصيقة لمفاتيح اللعب وتطبيق جيد للارتداد الهجومي، واستغلال لافت للأخطاء، وهو ما يجعل مسار الدوري غير مربوط فقط باللقاء المرتقب بين العملاقين في الجولة 23 من الدوري.

مقال للكاتب

عبدالله الفرج- الرياض

9