الشيخ يقول «على عينك يا تاجر»!

عبر برنامج (المجلس) في قناة الكأس القطرية قال الزميل عدنان جستنية إن الأمين العام لنادي الاتحاد السابق محمد اليامي قد كشف له وهم في الطائرة في طريقهم للدوحة حيث ترافقا لحضور البرنامج أن الأمير طلال بن منصور الرئيس الفخري للنادي قدم في فترة إدارتهم دعماً مالياً سخياً عبر شيكات بنكية؛ بيد أن الرئيس السابق محمد بن داخل الجهني وضعه في حسابه الخاص؛ ليتداخل على إثر ذلك الأخير نافياً الواقعة، ومؤكداً أن الشيكات لم تكن باسمه وإنما باسم نادي الاتحاد.

وفي وقت كان ينتظر من اليامي أن يفند الخبر الذي قذف به جستنية كقنبلة صوتية هزت المكان اكتفى أثناء مداخلة ابن داخل الاحتجاجية بنفي مرتبك، وبلسان متلعثم حرك العديد من الاستفهامات في رؤوس المتابعين الذين كانوا ينتظرون منه نفياً أو تأكيداً بإيضاح موقفه كاملاً، وغير ملتبس لهذا الاتهام الخطير؛ إلا أنه اكتفى حين قاطع جستنية الذي كان يوضح في الأثناء للواء المتقاعد موقفه بالقول وقد بدت على ملامحه علامات الصدمة رغم محاولاته إخفاءها بالبقاء ساكناً ما قد يوحي للمشاهدين بالثقة: «ما قلت كذا.. لا لا لا.. لحظة لحظة.. اسمعني.. لا لا.. قلت الأمير طلال دفع نعم بشيك للأخ محمد.. ما قلت إنه وضعها في حسابه».. ثم صمت!

ما كاد اليامي يكمل جملته المبعثرة حتى اختطف جستنية الحديث من فمه ليؤكد أنه قد قال له ذلك، مشدداً على أنه قد سمع ذات الأمر من أمين الصندوق السابق صالح باهويني، مكملاً مداخلته وهو يخاطب ابن داخل: «أنا ما أفتري.. تعرفني ما أكذب.. أنت تعرفني».

هنا تداخل الرئيس المستقيل وقد عقد لسانه الخبر الصادم حيث تلعثم مرة واثنتين وثلاثاً كعداء تشابكت قدماه في مضمار يعج بالمتسابقين قبل أن يستعيد توازنه ليقول كلاماً صادماً أكثر من صدمة الخبر الذي قذف به جستنية كحجر في بركة ماء حين قال: «الأمير طلال لو أعطاني 100 مليون وأدخلها في حسابي ما حد مسؤول يحاسبني عليها.. الأمير طلال الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يحاسبني عليها».

هذه الواقعة ليست أم المصائب في الحوار؛ فثمة مثيلات لها كثر كشفها «المجلس» القطري، فمن التعاقد المريب مع المحترف الكونغولي أندوما إلى التبرعات المليونية للمشرف السابق لفريق كرة القدم عيد الجهني، والتي ضلت الطريق إلى كشوفات النادي المالية باعتراف ابن داخل نفسه إلى قضايا أخرى تعطي المبرر لأي شبهات تثار حول مديونيات النادي التي تتضخم عاماً بعد عام، ومن إدارة إلى أخرى.

الواقع الحالي لنادي الاتحاد يكشف لنا حجم الفوضى في التعاطي الإداري والمالي والذي وضع واحداً من أهم الأندية في السعودية والقارة الآسيوية على حافة الهاوية، إن لم يكن قد رماه إليها بالفعل، ليس في إدارة ابن داخل وحسب، فالمديونيات المتراكمة هي نتاج إدارات متعاقبة، لكن المسؤولية الفعلية لا تقع عليها فقط، بل على «رعاية الشباب» التي ظلت تراقب كل ذلك على طريقة «شاهد ما شفش حاجة»!.

الآن وبعد ذلك المشهد الدراماتيكي الذي تابعناه على القناة القطرية باتت الكرة في ملعب اللجنة المشكلة من رعاية الشباب لتقصي الحقائق في الاتحاد، والتي نتمنى أن تخرج بنتائج واضحة وتتبعها توصيات صارمة، لا أن يتم التكتم على النتائج كما حدث مع لجان سابقة، كل ذلك لصالح رياضة الوطن، وحتى لا يأتي يوم نقول فيه إن الفساد في رياضتنا يتم على طريقة على عينك يا تاجر!

مقال للكاتب محمد الشيخ – الرياض

13