عسيري يكتب: أسد يا نصر

في كل بلاد الدنيا لن تجد طبعا من سيقبل أن يكون الوصيف إذا كانت له فرصة أن يكون المتصدر، بمعنى أن المركز الثاني ليس بسيئ ولكن طبعا من يملك الطموح لن يقبل إلا بالأول.

فالصدارة واعتلاء قمة الترتيب لها نكهة خاصة تعطي لكل المحبين شعورا خاصا في المتابعة وحتى في الحياة العامة.

فأنصار المتصدر تجدهم بشوشين مبتهجين منتجين منضبطين لأن معنوياتهم مرتفعة وطاقتهم متجددة لدرجة أن هذا قد يؤثر في نوع المشية والحركة والكلام وحتى الأكل والشهية.

فللصدارة طعم ولون مختلف عن الآخرين.

كما أن الصدارة تحتاج لأشخاص متفائلين متنورين أشداء يستطيعون التعامل معها والحفاظ عليها وحمايتها من كل مترصد.

ولكن ربما يكون الوضع عندنا مختلفاً نوعا ما.

فالوصيف لن يغضب وربما هو قابل بمركزه طالما أن من يتقدمه ناد عالمي.

وهذا تفكير منطقي وعملي من أصحاب الوصافة.

فأن تكون خلف النصر في الترتيب لا يقلل منك بالعكس بل يؤكد على قوتك لأن المتصدر ناد غير عادي بإمكاناته وتاريخه وجماهيره.

هذا هو النصر يملأ الدنيا ويشغل الناس.

يتصدر فيرضى الوصيف ومن وراءه بمكانهم

قد يسعى «الفهد» دائما خلف الفريسة ولا يقبل بغيرها ولكنه يتوقف حينما يرى الأسد قد سبقه إليها ،ويرضى بل ويفرح أن من كان يطاردها وقعت بين فكي الأسد، فيزهو بنفسه ويعتد ولا يخجل من قول الحقيقة لمن يسأله أين فريستك ؟

فيجيب بكل رحابة صدر.

سبقني إليها الأسد وياليته كل يوم يسبقني.

وقد تكون فرحته بمنافسة الأسد أكثر من لو عاد بالفريسة.

فليس كل يوم يحصل لك أن تنافس أسدا ويسبقك.

فتلك لا تكون إلا للمحظوظين !

«أسد» يا نصر.

مقالة للكاتب ابراهيم عسيري عن جريدة الشرق

9