الإثبات أولاً يا اتحاد

الحق القانوني والنظامي لا يمنع الأشخاص أو الجهات من تصعيد قضيتهم الي اعلي درجات السلم القضائي حسب الاختصاص لهذه القضية ولكن بشرط وجود الإثبات والأدلة الرسمية التي تثبت وتدعم قضيته ضد أي طرف آخر وهذا ما ينطبق على الاتحاد في قضيته ضد جماهير الهلال كما يدعى .

من وجهة نظرى ان تصعيد الاتحاد لهذه القضية للفيفا دون إثبات رسمي لن يخدمه إطلاقاً لان الفيفا لن يتعامل معها من منظور غير المنظور القانوني بمعني قضية ودليل رسمي على وجودها .

جهات الإثبات التي من الممكن ان تدعم موقف الاتحاد وبتالي توقع العقوبة على جماهير الهلال لم تقر بجودها من الأساس وهم حكم ومراقب المباراة لم يدون أياً منهم تلك الواقعة في تقريره والناقل الرسمي للمباراة لم يظهر الواقعة بالشكل الذي يدين جماهير الهلال وهنا يصبح المتهم بريء حتى تثبت إدانته .

صاحب القضية نفسه الاتحاد لم يتوقف عن اللعب عندما حدثت الهتافات العنصرية ان هي حدثت وتوقفه سيصعد القضية لترتقي وتصبح قضية رأي عام ومعها لن يستطيع السكوت عليها الاتحاد السعودي ولن يجرؤ الهلال أو غيره على تبريرها أو حتى الاعتراض على العقوبة المفروضة على المخالف , وفي اعتقادي توقف الفريق المسيء إليه في أي هتافات عنصرية يجبر حكم المباراة ومراقبها على تدوين الواقعة في تقريره حتى لو استأنف اللعب مرة أخرى .

تعاملت لجنة الانضباط مع احتجاج الاتحاد ضد الهلال من الناحية القانونية وبتالي رفضته بسبب تأخره عن الوقت النظامي لتقديم الاحتجاج كما ينص النظام وبعد مشاهدتها للمقطع الذي يدل على الواقعة تعاملت معه بطريقة الردع قبل إيقاع العقوبة من خلال إيقاع أدنى عقوبة حتى تكون رادعة للبقية ( ومع نفى القناة الرياضية علاقتها بهذا المقطع) استغل الطرف الهلالي هذا الاختلاف في واقعة واحدة من لجنة الانضباط ليقدم استئنافه للجنة الاستئناف التي تعاملت مع الموضوع بطريقة قانونية بحتة ولعدم وجود الإثبات الرسمي لعقوبة لجنة الانضباط خرج الهلال محقاً وهو على حق في ذلك بما انه لم يداين من قبل أصحاب حق الإدانة .

السبيل الوحيد للاتحاد لإثبات الهتافات العنصرية هو طلب تقرير أللحاقي من حكم المباراة يذكر فيه ما حدث ان كان الاتحاد على حق لإدانة جماهير الهلال كما فعل عمر المهنا العام الماضي في مباراة التعاون والشباب .

الكلمة التي استطيع ان أقولها في هذه القضية هي انه فيما لو حدثت هذه الهتافات العنصرية وسمع بها حكم المباراة ومراقبها ولم يذكروها في تقريرهما وكذلك كان بإمكان مخرج المباراة إبراز تلك الهتافات لكنه إخفائها ولم تتجاوب القناة الرياضية مع لجنة الانضباط في سبيل إحقاق الحق أقول على ألكرتنا السلام وأفضل طريقة للأندية في هذه الحالة للحصول على حقها في مثل هذه الهتافات هي التوقف عن اللعب فوراً وعدم الرجوع إلا بعد إثباتها من قبل حكم ومراقب المباراة لتأخذ العدالة فيما بعد مجراها .

12