عسيري: استئناف أم استخفاف ؟

تكرار الحديث عن العنصرية وكوارثها يبدو أنه لم يعد مجديا مع تساهل البعض مع هذه القضية الحساسة التي قد تفتك برياضتنا في حال واصلنا تجاهلها بهذا الشكل المزري!

لن أخوض في القوانين فلست بمحام أو قاض ولكني سأقول ما أعلم.

كم أتمنى أن يكون قبول استئناف الهلال مبنيا على أسس قانونية حقيقية أو على شواهد منطقية تنفي تماما تلفظ جمهوره بتلك العبارات العنصرية خلال لقائهم بالاتحاد !

يخطئ من يعتقد أننا نبحث عن العقاب لأنه الهلال! ويخطئ أكثر من يعتقد مستقبلا أننا سنتساهل معه لأنه من هنا أوهناك بخصوص هذه القضية تحديدا التي تنتقص من قيمة الإنسان وقدره وكرامته وتخلق فجوة طبقية عميقة لن نعرف خطورتها إلا إذا تفاقمت لا سمح الله.

كلنا نعرف أن بعضا من جماهير الهلال ردد تلك العبارة ولن ينكر ذلك إلا من يبحث عن مصلحة خاصة أو وقتية على حساب القضية الأم ! فالدوري للأسف أهم من الاعتراف بالحق وإنقاذ المجتمع من تلك الآفة وإعطاء النشء الجديد دروسا في الأخلاق والمثالية واحترام الآخر!!

لم أكن طبعا أنتظر أن يكون الهلاليون بتلك الدرجة من المثالية والفضيلة حتى يعترفوا على أنفسهم ووالله لو فعلوها لوقفت لهم احتراما وتقديرا على هذا الموقف التاريخي الذي سيسجل باسمهم وسيقضي على العنصرية قبل أن تستفحل ولكن لم ولن يحدث ذلك لأن نظرتنا للأسف لا تتعدى حدود المنصة واللف بالكأس حول المضمار!

عموما الحديث عن لجنة الاستئناف وموقفها الذي قد ندفع ثمنه جميعا لأن فيه دعوة غير مباشرة للجماهير بهتك ستر المثالية والانضباط من خلال التساهل في قضية العنصرية ورد الدعوى!

ما حدث لم يكن استئنافا بل هو استخفاف بمشاعر المتضرر واستخفاف بعقولنا واستخفاف بأهمية الضرب بيد من حديد على كل متطاول أو متنعصر !

ولكن كالعادة يبدو أن ذنب الهلال وجمهوره مغفور دائما عند أرباب اللجان !!

مقالة للكاتب ابراهيم عسيري عن جريدة الشرق

17