أحمد دياب: سامي الجابر “فاشل”

لماذا سامي الجابر ؟ ولماذا الحديث عنه عادة ما يكون مسرحا لنوع من العدائية والكراهية المبالغ فيها، أو حب مندفع لا يعرف الهوادة ؟ قسم ينتظر أن يفشل في مهمته حتى يشمت به، وقسم آخر يراهن على نجاحه حتى يفاخر به ..

عرفت سامي الجابر منذ سنوات طويلة ومع بداية انطلاقته كلاعب في الفريق الذي يدربه الآن، وكان أهم ما يميزه ذكاءه الشديد الملفت للنظر، وثقته بنفسه بشكل كبير، وقدرته على تحديد أهدافه بدقة، في الملعب وخارج الملعب.

أعود إلى التساؤل الذي بدأت به موضوعي هذا لماذا الحديث عن سامي الجابر يولد مثل هذا التباين الكبير في المشاعر لدى الآخرين ؟ في رأيي الشخصي أن الموضوع لا يعدو نوعا من المبالغة من الطرفين، وتأكيدا فعليا على حجم الانقسام الكبير الذي يعاني منه الوسط الرياضي لدينا، ودلالة على أن ما يجري خارج الملعب أحيانا كثيرة أكثر تنافسية وإثارة مما يجري داخله ..

فالذين لا يحبون سامي ــ مع التخفيف من كلمة كراهية ــ في واقع الأمر لا يحبون سامي الهلالي، ويتعدى الأمر إلى سامي الإنسان في اندفاع محموم للإنقاص منه كلاعب أو كإداري أو مدرب كما هو عليه الآن.. وبعكس حجم الاحتقان الكبير الذي يعيشه الوسط الرياضي السعودي، وكمية التعصب السلبي تجاه كل ما يمكن أن يكون عكس ميولنا ..

وعلى الجانب الآخر نجد أن المحبين لسامي والمبالغين في الثناء عليه، وضعوا أنفسهم محامين عن كل ما يتعلق بهذا النجم، ولدرجة المبالغة المملة في كثير من الأحيان، والذي يزيد من حجم الكراهية ..

والواقع يؤكد أن سامي أصبح الآن جزءا من لعبة كبرى، يخطط لها البعض، لزيادة حجم التوتر والقلق الذي يعيشه الوسط الرياضي، لأسباب أقلها أن حالة التوتر هذه تعني زيادة في حضورهم الذهني أمام جماهير تصفق للإثارة السلبية ..

ما لاحظته أن سامي نفسه نأى بذاته عن الخوض في مثل هذه المهاترات وترك ساحتها، وبكل ذكاء، للمحبين والكارهين يتعاركون فيما بينهم، وتفرغ هو لعمله، وهو بالضبط ما كان يجب عليه عمله.

شخصيا أعتقد أن سامي الجابر يملك كل أدوات النجاح التدريبي من ذكاء وخبث مطلوب، وخبرة في التعامل مع اللاعبين، وقدرة على تحمل الضغوط التي عادة ما تكون مصاحبة للمدربين في عملهم.

لنترك سامي قليلا لعمله وامنحوه فرصة للتفكير في فريقه، فنجاحه نجاح لواحد من أبناء الوطن في مجال لا يوجد به الكثير من السعوديين، ونعاني فيه من شح واضح في الموهوبين منهم ..

مقالة للكاتب احمد دياب عن جريدة عكاظ

9