موسى يكتب: انتقادات “خالف تعرف”

لم يمض وقت على تولى لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة الدكتور خالد المقرن مسؤولياتها بصفة رسمية، إلا وسن بعض الكتاب الرياضيين أقلام النقد عليهم، وتفننوا بإيضاح الأخطاء التي صاحبت طريقة جدولتها للمسابقات، وأخذ كل منتقد يغني على ليلاه ويقدم اقتراحاته وحلوله المبتكرة بحسب وجهة نظر خاصة به، حتى وصل الأمر بالبعض إلى تجريدها من فهم أبسط قواعد جدولة المناسبات الرياضية من خلال ما جاء في أطروحاتهم وانتقاداتهم وتعاطيهم الإعلامي الذي دار في الشارع الرياضي الموجه لها بعد صدور جدولتها لدوري جميل، برغم غيابهم عن المشهد العام باقتراحاتهم ورؤاهم قبل ظهورها على السطح، ما يثبت صحة أن «رضا الناس غاية لا تدرك»، فكان الله في عون أعضائها وعون رئيسها ومن سبقهم ومن سيلحق بهم، فما مر بهم مر على من قبلهم في هذه اللجنة التي عملت من خلال جدولتها لدوري جميل على وضع كل الالتزامات والمشاركات الخاصة بالأندية والمنتخب السعودي ضمن أجندتها، وحاولت التوصل لحل توافقي يحقق العدالة بين الفرق في مشاركاتها على الصعيدين الداخلي و الخارجي، كما سعت جاهدة إلى تحقيق ما يتناسب مع المواجهات وظروفها الزمانية والمكانية متى ما علمنا خضوع معظم ملاعبنا لصيانة متعثرة حدت من الاستفادة منها، ما أجبرها على وضع بعض المواجهات في مواقيت مختلفة، والذي سبق أن أشاد به بعض الكتاب والرياضيين في فترة سابقة، ولكن الوضع اختلف مع هذه اللجنة، فلم يرق لبعضهم ما تم إقراره، فوجهوا رماحهم للنيل من العاملين فيها ومن قراراتها، بالرغم من أن توقيت هذه المواجهات يأتي في نهاية الأسبوع، ما يعني عدم تأثرها بمسألة الحضور الجماهيري.

اختصارا للقول، فإن عمل لجنة المسابقات ما هو إلا اجتهادات بشرية معرض للنقص والتقصير ولن يصل لدرجة الكمال، ومن الطبيعي أن تتعادل كفة قبوله عند البعض، كما أنه سيلاقي عدم القبول عند البعض الآخر، وبخاصة من الذين يبحثون عن النقد لمجرد النقد ولا غيره، ولو قدر لهم تولي نفس المسؤولية بإصدار جدولة مرضية للجميع، فبالتأكيد فإنها لن تخرج عما توصلت له هذه اللجنة، ولكن ثمة نقاد يكون انتقادهم لإثبات تواجدهم في الساحة، ولأنهم لا يرون إلا ألوان أنديتهم بحثوا عن مصالحها هذا من جانب، وفي المقابل فإن البعض الآخر من المنتقدين يعشقون السير بطريقة ــ خالف تعرف ــ وكل ما يجيدونه هو توجيه سهام النقد والتشكيك في كل عمل وإعلان عدم الرضا عنه وعن قراراته والبحث عن نواحي التقصير فيه ونسيان إيجابياته، كما هو جارٍ مع معظم القرارات الصادرة وفي جميع القطاعات، ومنها القطاع الرياضي الذي يزخر بالعديد من المتناقضات وحب الذات والبحث عن المصالح الخاصة وتجاهل المصلحة العامة.

مقالة للكاتب ابراهيم موسى عن جريدة عكاظ

9