الدوس يستغرب تجاهل جيل النعيمة في لقاء القدامى

عرفت الكرة السعودية النجاحات الدولية مع طفرة بطولاتها الخارجية التي بدأت مطلع القرن الهجري الحالي بمحاولات خجولة ودشنت رسميا بإحراز الاتفاق كأس بطولة مجلس التعاون على مستوى الاندية عام 1984 ونجاح المنتخب في التأهل لأولمبياد لوس أنجلوس وتحقيق كأس أمم آسيا الثامنة في نفس العام.

تلك الإنجازات شكلت على الساحة الخارجية نقلة نوعية بتاريخ الكرة السعودية التي كان أقصى أمانيها في ذلك الوقت تحقيق كأس دورة الخليج العربي منذ انطلاقتها الأولى في البحرين 1970

وبعد الفوز بكأس الأمم القارية جاءت الانطلاقة الأضخم نحو آفاق أوسع من المجد على الصعيد الآسيوي امتد لنحو 16 عاما متتالية توج فيها (الصقور الخضر) باللقب القاري ثلاث مرات، وبالوصافة مرتين، تخللها تحقق الحلم بالوصول لكأس العالم أكثر من مرة وبلوغ الدور الثاني في مونديال 94

كما شهدت تلك الحقبة انفكاك النحس الخليجي الذي لازم المنتخب السعودي في دورة الخليج ونجاحه في محاولته ال 12 بالفوز بالكأس لأول مرة بعد 24 عاما من الانتظار وأكد (الأخضر) نجاحه الإقليمي بثلاث بطولات لكأس الخليج يزدان بها تاريخه اليوم أحرزها في الفتره ما بين 1994 -2003.

المؤكد أن تلك الانجازات الكبرى والنجاحات الخالدة تحققت – بعد توفيق الله – بفضل وجود نجوم ومواهب كروية رسمت الانتصار بما توفر لها من امكانات مادية وطاقات تدريبية عالية المستوى قاد مسيرتها الذهبية الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز “رحمه الله” ومن بعده أخوه الأمير سلطان بن فهد.

وقد جاءت مباراة قدامى المنتخب السعودي أمام قدامى المنتخب البرازيلي في الاسبوع الماضي لتحيي ذكرى تلك الانتصارت والنجاحات معيدة إلى الأذهان روعة نجوم أمس الكرة السعودية الذين رسموا تلك الإنجازات وصنعوا مجدها على المستوى القاري والعالمي.

لكن الملاحظ خلو القائمة الخضراء في هذه المباراة من أسماء لامعة لاتزال نجوميتها باقية في الذاكرة وانجازاتها محفورة في الأذهان مثل الكابتن صالح النعيمة الذي يعد القائد العربي الوحيد الذي حمل كأس أمم آسيا مرتين 84-1988 بجانب زملائه حسين البيشي ومايستروا الوسط المخضرم صالح خليفة ويوسف خميس وناصر المنصور وشايع النفيسة وخالدين ومحمد المطلق وسمير عبدالشكور وغيرهم من الأسماء التي لا تغيب عنا.

ومع تقديري للشركة الراعية التي حرصت على أن يكون المشاركون ممن مثل منتخب المملكة في كأس العالم ونتساءل: هل من المنطق توجيه دعوة مشاركة للاعب في منتخب هُزم في المونديال بثمانية أهداف وتتجاهل قائد منتخب عملاق بحجم صالح النعيمة توج بكأس آسيا مرتين أو عبدالله الدعيع الذي نال كأس أفضل حارس في آسيا 84 أو حتى حارسنا الدولي سالم مروان “شفاه الله” كخطوة انسانية وتقديراً لإنجازاته مع المنتخب؟

الأدهى أن المجاملة وصلت إلى دعوة لاعبين لم يعتزلوا بعد ومازالوا يلعبون مع اندية اليوم على حساب أسماء رفعت رؤوسنا في يوم من الأيام وصافحت المجد والتاريخ بإنجازات خالدة للكرة السعودية.

لقد كان حرياً باتحاد الكرة ألا يقبل بخيارات بهذا الشكل تتجاهل أسماء لها تاريخها الدولي وخدمت المنتخب بوفاء وإخلاص!.

مقالة للكاتب فهد الدوس عن جريدة الرياض

8