الدبيخي: انتماء اللاعبين لمن يدفع أكثر

فيما مضى كان اللاعب ينتمي للفريق الذي يلعب له (قبل) ان يشارك فيه بصفة لاعب فقد كان فريقه المفضل وأحد جماهيره ولذلك كان العطاء مختلفا جدا عما نشاهده الآن فقد كان اللاعب يحرق نفسه حرقًا من اجل (فريقه) اما اليوم فالوضع مختلف اختلافا كبيرا جدا فاللاعب ليس بالضرورة ان يكون منتميا للفريق الذي يلعب له والدافع الوحيد في عطائه متوقف على كم المبلغ الذي سوف يعطى له من قبل مجلس إدارة النادي لهذا الفريق.

 عندما ذهبنا أنا ومجموعة من اللاعبين المعتزلين إلى الحفل الذي يقيمه نادي الاتفاق خلال الشهر الكريم في كل عام لم نتفاجأ ونحن نشاهد بداية تمرين الفريق (الكم) الكبير من اللاعبين الذين هم من خارج البيت الاتفاقي فالاحتراف حول الأندية من أندية مغلقة بلاعبيها إلى أندية مفتوحة للجميع من يملك انتماء أو لا يملك المهم ان يكون هناك (عقد مالي) ويصبح اللاعب احد أعمدة هذا الفريق وربما لا يمكث إلا سنة وبعدها يرحل إلى فريق آخر وهكذا..

 لم يعد هناك (هوية) للفريق ولن يكون هناك انتماء لهؤلاء اللاعبين فلم يعد يعرف لهم فريق ينتمون إليه فهم لاعبون (متنقلون) بين الأندية غير مستقرين هذا الانتقال ليس مرغوبا ولكنه أمر واقع فرض على الجميع ولكن ليس مطلوبا من الجميع السير فيه.

إذا كان هناك فريق اولمبي غير قادر على تقديم لاعبين للفريق الأول فما الفائدة من هذا الفريق ؟ اعتقد بأن الفرق التي تتعاقد مع (كم) كبير من اللاعبين فرق غير قادرة على الدخول في المنافسة على تحقيق البطولات لأنها تفتقد للتخطيط السليم فأي فريق بدون هوية لن يستطيع المنافسة.

 الجماهير لم تتغير فهي تشجع ناديها ولكن عليها ان تعي جيدا ان ناديها مجرد (اسم) في مخيلة اللاعب يتفاعل معه وفق المال وليس الانتماء كما هو حال اللاعب الأجنبي وتحولت الأندية حتى للاعبين السعوديين كما هي للاعب الأجنبي الرابط الوحيد بينهم والنادي عقد احترافي بدون ولاء.

 تحولت الانتماءات اليوم لمن يدفع أكثر وبالتالي فالحرص سيكون وفق معيار من يدفع وليس وفق شعار النادي والإخلاص للشعار فهذا كلام عفى عليه الزمن وأصبح النادي عبارة عن أشخاص يلعبون باسم النادي ليسوا منتمين إليه إلا من خلال عقد احترافي فهل نتوقع ان (يحرق) هؤلاء الملعب حرقًا؟ المتأكد منه أنهم سيحرقون أعصاب جماهير النادي.

 ليس غريبا ان تسأل احد جماهير النادي في إشارة إلى احد لاعبي الفرق في الموسم القادم من هذا اللاعب؟ إذا كان لاعبا واحدا ليس مشكلة ولكن ان يتعدى الرقم (أكثر) من لاعب فكأن المشجع يشجع فريقا جديدا أو انه مشجع جديد!.

 قبل سنوات (تمر) مواسم والفريق لم يتغير به احد هو نفس الفريق وان تم دخول لاعبين جدد فهم يمثلون نسبة واحد من عشرة ويعلم المشجع العادي من سوف يلعب ويحفظ مراكزهم اما اليوم فإن الفريق متغير باستمرار وهذا التغير ليس بالأمر الحسن.

 هناك فرق بين (تدعيم) الفريق ببعض اللاعبين المميزين والذين بحاجة إليهم الفريق وبين (تغيير) جلد الفريق بالكم الكبير من اللاعبين فالتدعيم يبقي للفريق هويته والتغيير يخفي تلك الهوية.

مقالة للكاتب حمد الدبيخي عن جريدة اليوم

9