فوزي خياط يستغرب مقاطعة الاندية للصحف

اعتدنا بين حين وآخر أن نسمع في صيغة التهديد والوعيد من بعض الأندية لبعض الصحف وتوعدها بمقاطعتها بحيث تمنع مندوبيها من استلام أخبار تلك الأندية أو إجراء أية حوارات أو لقاءات صحافية مع لاعبيها ومسؤوليها.

وتعتقد تلك الأندية أن تلك المقاطعة هي عقاب حاسم لتلك الصحف التي نشرت بعض الأخبار الخاصة بتلك الأندية.. أو إفشاء بعض أسرارها.. أو توجيه أي نقد لها.. وبالتالي فإن تلك الأندية تتصور بأن مندوبي تلك الصحف عبارة عن مكاتب للعلاقات العامة خاضعة لأنظمة الأندية وخدمة مصالحها!

ونسيت تلك الأندية أن علاقاتها مع الصحف يجب أن تقوم على أسس الاحترام والتقدير للرسالة الصحافية النزيهة بعيدا عن المجاملات وتلوين الحقائق.. وتغييرها.. والكذب على الجماهير وأنه كلما أتيحت الفرصة أمام الصحافة لأداء رسالتها النقدية.. وكلما أنصتت الأندية لصوت العقل.. والمنطق.. والحقيقة.. من الصحف فإنها ستكون القادرة على تجاوز كبواتها.. والسقوط المؤلم الذي قد لا تقوم بعده أبداً لو ظلت تتعامى عن رؤية أخطائها.. ومجمل عشقها للتطبيل.. والشعور بحاجتها إلى الكذب وعدم الإنصات لكلمة النقد النزيهة أبداً..

ومن هنا نستخلص بأن مقاطعة بعض الأندية لبعض الصحف هو خطأ أفدح تنزلق فيه بعض الأندية بدون تفكير.. ولا تدبير!!

إن العلاقة القائمة بين الأندية والصحافة إنما تخدم الاثنين معاً.. وليس طرفاً واحداً فقط وعندما تنتهي هذه العلاقة يخسر الطرفان وبالتأكيد أن الأندية ستكون هي الطرف الأكثر خسارة.. والأكبر تضرراً.. ذلك أن الصحافة تستطيع أن تصل إلى المعاقل الخاصة بأخبار الأندية وأسرارها ومشاريعها لكن الأندية لا تستطيع أن تعوض الدور الصحفي الذي كانت تستفيد منه طولا وعرضا.

ولنضرب على هذا مثالا بمقاطعة نادي الاتحاد لهذه الصحيفة المشرقة التي تعتبر من أفضل الصحف السعودية على الإطلاق وبدون جدال فإن الاتحاد هو الخاسر وأن «عكاظ» ستكون الرابحة.. وكان الحق يرتضى أن تشرق «عكاظ» بكل مكانها.. ومكانتها.

ولابد أن لا نثق في أنفسنا.. ولا نركن للعمل الذي يجعلنا نستسلم لتخيلات كل همها الإساءة للآخرين، ومقاطعة أي ناد لأي صحيفة ليست عملا حضارياً نفاخر به بل إنه دلالة على رفض حرية التناول.. والاجتهاد.. ومحاولة الإصلاح بكلمة النقد السوية.. وليس من حق أي ناد أن يغلق على نفسه الأبواب ويختار الصورة التي يريد أن يظهر بها أمام الناس حتى ولو كانت كاذبة.. أو غير صحيحة..

إن «عكاظ» لم تخسر شيئاً.. ولن تخسر.. بل الذي خسر هو الاتحاد حين تحول إلى رقم هامشي من اهتمامات الجريدة.. ولابد أن يفيق الاتحاد وتفيق كل الأندية وتقلع عن مثل هذه المقاطعة التي لا تسمن ولا تغني من جوع بل تزيد الظهور بالعجز.. والتشويه.. والانكفاء!!

ستار

** محمد رمضان أيها الحبيب الغالي.. سلامات.. ودمت أبداً لمحبيك ولأهلك وأحبابك.. كل عام وقلبك بخير ينبض حباً.. وفرحاً..

** استقالة الشيخ صالح كامل خسارة محزنة وعلى الذين ارتفعت أصواتهم بالغوغاء.. وكثر رجمهم.. أن يداروا دمعتهم!!

** رفض الأهلي مواجهة فريق الشباب وديا بسبب نقض رئيس الشباب البلطان لمعاهدة الصلح واستمرار مدير المركز الإعلامي في الشباب الإساءة المتكررة للأهلي والسؤال: أما لليل التعديات الشبابية على الأهلي الملكي الأخضر من آخر؟!

مقالة للكاتب فوزي خياط عن جريدة عكاظ

17