في زمن الثمانينات حارسُ مغمور !!.

بين العصر الحجري السابق والعصر التقني الحاضر مسافة وزمن,وبين عصرا الحرية والاستعباد – في الرأي والذات – مسافة وزمن أكبر من سابقتها,إنها مسافة سنوات وقرون بين حال العصرين والزمنين وحال بعض من يعيش بينهما !!.

ولأننا في عصرٍ قاربت فيه ثورة الفكر والثقافة والتقدم على الوصول حتى سدرة منتهاها,أبى بعض البعض إلا أن يقبع في غياهب جبه رافضاً أن يتقدم مع الركب الجديد ويسير معه لاسيما وهو أي العصر بعيدٌ عن الاسم وكبر المنصب وقوة الجاه قريب من الفعل والسمعة الحسنة والاحترام للكل.

هناك نوعية في مجتمعنا لا يعانون فقط من عمى ألوان أو من عمي البصر والبصيرة بل جمعوها وتعدوها إلى أمور أكبر متخذين من العنصرية مسلكاً,وناسفين خلف ظهورهم الهدي الشريف (دعوها فإنها منتنة) رغبة عرضٍ من الدنيا ومتاعٍ ما أسرع أن يجيء إليه وما أسرع وأن يزول عنه.

في زمن الثمانينات الميلادية كان هناك حارس مغمور لم تكتب عنه الصحافة إلا خبر انضمامه لمنتخب بلادهـ بعد أن قدمه (( الشباط وعزه)) إذ لا كأس بين يديه يلمع ليدون التاريخ معه صورته ولا مباراة واحدة خالدة تشهد له بما عمل كل ذلك لم يكن له شيء من الحضور ما عدا تمرين سبق أحد المباريات التجريبية جعله يخبر من حوله ومن خلف المحيطات بقرب مشاركته.

ولأن نفسه أمارة بالسوء فقد شاهد أسمرا ً نحيلا ً في جسمه كبيراً في موهبته مع المدرب وهو يحادثه ليشك ذلك المغمور بأنه السبب في قرار عدم مشاركته بعد تراجع المدرب.

هكذا بدأ حياته بالفشل منذ أن كان مغموراً وإلى أن علن عن امتلاكه لشهادته الجديدة ليتزين بها في شاشات التلفاز وطاولات التحليل إلا أن (الأنا) التي في نفسه وحبه لذاته وحسده للآخرين أبقياه في القاع بعد أن فشل في كل شيء غير طرقه لباب الشهرة السلبية.

ولأن طريق الشهرة أيَاً كان نوعها سهل على تلك النوعية فلا حرج في أن تسير تلك المتخلفة عن ركب الحضارة والعلم والاحترام ,حتى ولو ملكت أعلى الشهادات من أكبر الجامعات,فلا شيء يمنع من ذلك خاصة ًممن فكره لا يتعدى أرنبة أنفه ..

أجزم بأن الأطباء النفسيين مهمين في هذا الوقت – وفي كل وقت – ومع تطور العلم فهم مطالبون بحكم التخصص بالفحص على البعض وقراءة تصرفاتهم حتى نضمن كمتابعين للساحة الرياضية سلامتهم من أي مرضي نفسي.

لا زلت أعيد بعض الأحداث المتشابهة لتلك العينة فمن ينسى ارتفاع نبرة صوته ذات يوم على صحفي كبير( قضى)وقدم للساحة الإعلامية والرأي خلال ثلاثين عاماً ما لم يقدمه في حياته كلها وليحلف بعدم الظهور على القناة في حال تواجده معه !!.

لاشيء يمنع من الوصول للشهرة بعد أن وصل الحسد عنده ذروته وكبت أنفاسه (ونشف) ماء وجهه من نجاحات زملائه في القراءة الجيدة للمباريات وتسابق القنوات لضمهم.

حقاً لاشيء يمنع من طرق باب الشهرة وتسولها حتى وهذه العينة تتقبل الإهانات على الشاشة أمام الأسرة والأصدقاء والعامة ما دام أن الجميع سيكتب عنه !!.

نعم لاشيء يمنع من الوصول إلى ذلك إذا ما عميت الأبصار والقلوب التي في الصدور,ما دام أنها خفافيش ليل وأشباح ظلام يهربون إلى مكانهم المظلم كلما أشرقت الشمس أمامهم,لاسيما إذا تخَلَى الجسم عن القلب والعقل كما تخلىَ ذلك عن تصحيح اسمه الأخير.

أهداف :

* يعيب على الآخرين ما يعيب ولكنه نسي أن يعيب على نفسه سماحه للآخرين حين ينادونه باسم خاطىء !!.

* جف حبر صاحب القلم المدموج بحب الأهلي والتقرب للهلال فأفلس وأصبح يخرج مقالاته ويعيدها !!.

* قد يغادر الوسط بأكمله لكن بعد أن شوه اسمه وحفظ شريط التاريخ ما قاله وما قيل له وعنه.

* كلما حضر شهر رمضان كلما صفدت الشياطين وأغلقت أبواب النار وفتحت أبواب الجنان غير أن البعض ينسى وينسى إلى الله المشتكى!!.

* هناك من طلب أن يراه عام 1401هـ وهناك من سأل عن حال قديمه بعد خمس عشرة سنة

باقي أحد يقيم ماجد !!.

16