حتى و إن غضبتم ..!!

هي الحقيقة التي لم يقلها أحد ..!!
هي الحقيقة المواربة منذ زمن خلف أهرامات من الأعذار ..!!
هي الحقيقة التي يجب أن يسمعها و يقرأها اللاعب النصراوي , و أن يتيقن أن أصغر مشجع نصراوي يعرفها و يعرف تفاصيلها ..!!
علة النصر و مشكلته أن لاعبيه لا يحترمون الشعار الذين يرتدونه , فلم يعد لديهم ولاء للنصر , و لا إحترام لجماهيره التي مدت لهم مساحات من التسامح يتطارد فيها السراب , و مع ذلك فأغلبهم أي لاعبي النصر إن لم أقل كلهم , لا هم له إلا السيارات و السهرات و السفرات , و يعتبرون أن علاقتهم بالنصر تقتصر على الحضور من متاعب السهر إلى ملعب النادي لمدة ساعتين أو ثلاثة إذا غُلب النصر و ما أكثر ما يُغلب , علاقتهم بالنصر مقتصرة على هم يومي يتمثل في ساعات قليلة يسمونها التمرين يقضونها في التثائب و التشاور لسهرة الليلة التالية أو التخطيط للسفرة القادمة , مع ( الحلطمة ) حول مرتب متأخر , أو جدية تمرين , أو نوعية العصير المقدم لهم ..
هل شاهدتم يا جماهير النصر , العجز البدني المخجل الذي كان عليه هؤلاء اللاعبين الذين تبنون عليهم أمالكم , هل شاهدتموهم في مباراة نجران و في أغلب المباريات .؟ هل شاهدتم عجزهم عن السيطرة على الكرة , و عجزهم عن الإحتفاظ بالكرة و التحضين عليها ,هل شاهدتم قلة حيلتهم في إفتكاك الكرة المشتركة مع الخصم ..!!
إن لاعبيكم يمثلون الموظف البليد المهمل , الذي لا ينتج لأنه يأتي لمقر عمله مثقل بمتاعب السهر يجر جسده المرهق , أعصابه متوترة , تركيزه مفقود , واهن القوى , مشتت الفكر , يعتقد أن عقارب الساعة أصيبت بالجمود عن التحرك بإتجاه وقت نهاية التمرين ..!!
و حتى لا يأتي أحد من المتعاطفين أو من أصحاب المعالي لاعبي النصر , و يأخذ من إيحاءات هذه المقالة بعض الظنون السيئة و يسقطها في غير مساقطها , و يضعني في دائرة أتهام لاعبي النصر بسلوكيات مشينة , فالسهر الذي أشير إليه لدي يقين أنه سهر بريء و لكنه يبقى سهر مدمر للاعب كرة القدم , حتى و إن كان سهر يقضيه اللاعب مع زميلة في شجون نصراوية , رغم أني أشك أن لاعبي النصر لديهم إهتمام بهكذا شجون , فمشاعرهم تجاه النصر و ما يتعرض له من إذلال في حالة موت إكلينيكي تام , وسوف يستمر هذا الموت حتى يجد هؤلاء اللاعبين من يضعهم تحت المساءلة , و يضع لهم نظاما ً تدريبيا ً لا هوادة فيه يحول بينهم و بين االسهر , و ذلك بتطبيق نظام اليوم الكامل , الذي يبدأ الساعة الثامنة صباحا ً و ينتهي في الساعة الثامنة مساءا ً , و هذا النظام سيضع كل لاعب أمام قدره , فإما أن يبرمج حياة العامة مع هذا النظام الضابط لها , و إما أن ينكشف و يخرج من منظومة العمل ..
قد يلتف أحد على هذا المطلب , ويقول أن تحديد ساعات التدريب يقررها المدرب , و لا أعرف لماذا المدرب لدينا في الشرق الأوسط و في السعودية فقط , تنقلب مفاهيمه التدريبية رأسا ً على عقب , و يصبح التدريب عبارة عن ساعتين , بينما في بلده يعتبر التدريب هو المرتكز الذي تدور حوله حياة اللاعب و المدرب , و لا يمكن أن يقل زمنه عن ثمان ساعات , بل إن الكثير من الفرق المحترمه في أوربا تتدرب على ثلاث فترات يوميا ً ..
أعلم أن هذه المقالة ستثير غضب أصحاب المعالي لاعبي النصر , و لكن ليتأكدوا أن غضبهم لم يعد يعني أحد , لأن هؤلاء اللاعبين لم يعد يعنيهم غضب النصراويين أو حزنهم أو فرحهم .
إن لم يغير صانع القرار في النصر سياسته في إدارة هؤلاء اللاعبين , و يضع لهم نظاما ً صارما ً يعتمد على العطاء بقدر الأخذ , و ينقل الحراك الكروي بالنصر إلى الإحتراف الحقيقي بكل حذافيره فإن جماهير النصر سيطول رهقها و متاعبها مع هذا الواقع النصراوي المخجل , الذي قضى على مصادره السيد زنجا عندما فرض الإنضباط و اقر مبدأ المحاسبة , فتقدم الفريق خطوات وخطوات بالرغم من أن الرجل لم يكن بذاك المدرب الخارق فنيا ً , و هذا يعني أن النصر يملك لاعبين على مستوى عال من المهارة , و لكنهم يخذلون هذه المهارة لأنهم لا يعيشون حياة لاعب كرة القدم بل يعيشون حياة موظف يكره عمله .
• فرحان الفرحان

11