القرني يكتب: في الاتحاد «الباب يفوّت جمل»

الاتحاد وعلى مدى تاريخه الطويل يعيش أفراحه وأتراحه على صفيحِ ساخن فرغم تحقيقه مؤخراً لبطولة كأس الملك التي تُعد البطولة الوحيدة ربما في تاريخه التي لم يتوقعها كلّ الاتحاديين وكان يُفترض أن يعقبها إقبال شرفي كبير لدعم النادي لمواصلة هذه البداية الناجحة التي تُحسب لإدارة محمد فايز التي اتخذت قراراً مفصلياً ونجحت من خلاله باقتدار، ولكن مع الأسف قُوبل بظهور (صوير وعوير) من الشرفيين في محاولة للقفز على الحقائق والحديث عن الجوانب السلبية فقط دون أن توجد الحلول التي من خلالها يستمر التوهج والإبهار الذي أنهى به الموسم الماضي وهؤلاء يجب أن يطلق عليهم من كلّ الجماهير الاتحادية شعار (الباب يفوّت جمل) الذي رفعته هذه الإدارة مع بداية تسلمها لمفاتيح رئاسة النادي ونجحت من خلاله بتحقيق أغلي الألقاب وأثمنها!!

لم تخف إدارة الفايز الأزمة المالية الخانقة التي تعانيها والتي كبلت تحركاتها المبكرة لإنهاء التعاقدات الأجنبية وإعلان خطة العمل للموسم المقبل فكان الصمت أبلغ من الوعود العرقوبية التي اعتادت عليها الجماهير في سنوات مضت، ولكن يبدو أنّ مثل هذا الصمت سيعقبه عاصفة أشبه بتلك العاصفة المباركة التي اتخذتها الموسم الماضي وحققت من خلالها أغلى البطولات، في حين أن تلك القلة ممن (لا خيرهم ولا كفاية شرهم) مازالوا ينادون ويطالبون برحيلها إن لم تستطع تجاوز هذه الأزمة بسرعة دون أن تؤمن إدارة بديلة (كاش) تستطيع تجاوزها ولكن يبدو أنّهم تناغموا ومرحلة عدم الاستقرار التي عاش النادي ويلاتها طيلة الخمس سنوات الماضية.

تواترت الأنباء خلال اليومين الماضيين حول نية الإدارة الاستفادة من بيع عقدي اللاعبين: أسامه المولد ونايف هزازي فجاءت ردة الفعل بين المؤيد والمعارض وكلا الرأيين ينظر لمصلحة الفريق ومستقبله سواءِ بقي اللاعبان أو تم الاستفادة من بيع عقديهما، وبالنظر بعين العقل والمنطق من منطلق الفائدة التي سيجنيها النادي فإنّ الإقدام على مثل هذه الخطوة لن تشكل هاجساً قد يعاني منه الفريق مستقبلاً ولن يكون أقوى من إبعاد ستة لاعبين دفعة واحدة والالتزام بكامل مستحقاتهم وولادة فريق بطل أكل الأخضر واليابس، لانّ العائد المادي الذي سيُجنى منهما سيكون عاملاً مساعداً لحل الأزمة المادية والتعاقد مع أجانب يصنعون الفارق بجانب المجموعة الذهبية الشابة صحيح أن أسامه يعد أبرز المدافعين على مستوى الكرة السعودية في الوقت الحالي ولكن الإصابات المتلاحقة التي لازمته الموسم الماضي ولم يشارك كثيراً في الدوري لن تسعفه مع تقدمه في السن ليشارك أكثر في المستقبل ناهيك عن بعض التجاوزات التي بدأها مؤخراً ضد الإدارة، أمّا هزازي فتُعد هذه الفرصة هي المثلى للاستفادة من بيع عقده لعدة أسباب أولها: أنّ الفريق يزخر بعدد مميز من المهاجمين يفوقونه بعد تراجع مستواه وتسجيله لهدف خلال الدوري وآخر في كأس الأبطال إضافة إلى انشغاله كثيراً بما هو خارج الملعب والظهور الإعلامي بسبب وبدونه والسبب الثالث وهو الأهم أنّه مهاجم لا يجيد اللعب السريع ويفتقد إلى مميزات المهاجم المتكامل وأهم مميزاته الألعاب الرأسية فقط والفائدة من ذلك ستكون ناقصة.

مقالة للكاتب عبدالرحمن القرني عن جريدة الرياض

7