قبل بداية كأس القارات بيوم واحد أطلق الإعلامي المتألق طارق النوفل تغريدته الشهيرة عبر موقع التواصل الإجتماعي ” تويتر ” : وضعت صورة نيمار في هاتفي فظنوا أننا سنجلبه لشيخ الأندية . مشجعين بسطاء يتبعون الحدث والصورة مبتعدين عن الواقعية في العرض والطلب في سوق اللاعبين العالميين , تغريدة بثّها النوفل كإبتسامة لمتابعيه فأشعلت في محبيه جذوة متابعة كأس القارات التي كانت ستنطلق غداة تغريدته .
وانطلقت كأس القارات في ضفاف نهر الأمازون ومعقل أساطير كرة القدم العالمية ودارت رُحى المنافسات في البرازيل على مدار أسبوعين , كل شيء في البطولة يحمل عبق الساحرة , يجسّدُ ملامحها , ينثر إبداع طقوسها , كنت في كل مرة أُشاهد إحدى المواجهات تعود بي الذاكرة إلى أرشيف البرازيل الزاخر بالأساطير برازيل 70م بيليه ,ريفلينو ,كارلوس ألبرتو, داريو, غيرسون, برازيل 82م زيكو ,سقراط,فالكو,لوزينهو,برازيل 94م رومايو وبيبتو,برانكو, برازيل 2002م رونالدو,ريفالدو,كافو,رونالدينو,روي جونيو,أدميلسون,دينلسون.
السيلساو منتخب لاينضب وفرة في النجوم في كل الحقب الزمنية وفي مختلف المراكز .
في البطولة الحالية وأنت تُطَالع المباريات تدهشك الأسماء والمهارات والإمكانيات , وفرة النجوم في المنتخبات المُشارِكة في البرازيل يبهرك هالك وفريد ونيمار,وألفيس ,في الإرغواي يثير انتباهك سيلفا وبيريرا وهيرنانديز وفورلان ,في أسبانيا تشافي وأنيستا وفابريغاس وألبا , في نيجيريا يُدهشك أكيالا وأوتي وميكيل وأوجودي وأوميرو , في الأزوري العملاق بوفون ووأكويلاني,بلوتيلي وبولوتشي ,في اليابان كاواشيما ,إيندو ,أوكازاكي ,مايدا وآخرين ,منتخبات لها ثقلها الكروي في تجمّع لأبطال القارات أمام مرأى الملايين من محبي كرة القدم.
منتخبات تمثّلُ هرم جغرافيا اليابسة وتاريخ المجنونة وحضارة الإنسان .
الأجمل في كأس القارات الحالية طريقة تسجيل الأهداف , أهداف قمة في الروعة في كل مباراة يُسجّل هدف نظنه الأفضل في البطولة وما أن نلبث إلا ونشاهد مايفوقه في الجمال في المباراة التي تليها وهكذا, أففتح مزاد جمال الأهداف نيمار صاحب البواكير من الأهداف في هذه البطولة رفْعَه إلى أعلى ثم على الصدر وتسديدة “على الطاير”تعلن عن هدف أول للبرازيل في د3,في مواجهة الماتادور الإسباني مع أرغواي هدف أسباني سجّله بيدرو د19من خارج منطقة الجزاء بمهارة عالية , وأجمل منه وأروع هدف أرغواي من ضربة حرة وهدف من كرة ثابتة بقدم سواريز الأنيقة دائما ,في تسلسل المباريات والأهداف تأتي البرازيل لِتُلاقِي المكسيك ,نيمار كان حاضرا يسجل الأول ويرسم مخطط الهدف الثاني بإحترافية عالية ,في لقاء أرجواي ونيجيريا لا جمال يطغى فوق جمال هدف أرغواي الأول تمريرة من فورلان ثم تجليه ويليها تسجيل أنيق لهدف مدروس , يليه تمريرات من ثلاثي الرعب سواريز ,كافاني ,يُسكنها فورلان بالشباك معلنة عن هدف ثان لإرغواي ,في مواجهة العمالقة الازوري والسيلساو تبهرك وأنت تُشاهد التمريرات الرائعة من بالوتيلي بباطن القدم لزميله رقم 22يودعه هدف تعادل راقي في شباك البرازيل ,ولايقل عن جماله هدف البرازيل الثاني من تسديدة خارج منطقة الجزاء من الموهوب نيمار ,في مواجهة أسبانيا مع نيجيريا عرضية من بيدرو يُسكنها برأسه الساحرة فرناندو توريس شباك النيجيريين ,مواجهة السمي فاينل أرجواي تُلاقي البرازيل وبلمسة مبدع من نيمار يسجلها فريد ,ومن ثم والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة يأتي هدف حاسم من باولينو برأسية خلّاقة على خلفية الركنية الساحرة من نيمار .
أرى أن تلك الأهداف هي الأجمل في كأس القارات , وكلما كانت الفرصة سانحة شاهدتُها من جديد , الأهداف هي متعة كرة القدم , تأخذُنا بعيدا لنحلّق في أبجديات المهارات الكروية وتمنح المشجع لذة الاستمتاع بالمباراة .
غدا سيكون النهائي المرتقب بين البرازيل وأسبانيا , المتعة على موعد جديد من المواجهات اللاتينة الخالصة بين دولتين يكتنف سواحلهما المحيط الأطلسي ,الجغرافيا متقاربة والتاريخ هو الإنسان ذاته ,أما الكأس فسيكون لأحدهما فقط . في كرة القدم وحدها لايوجد تشابه بين مشاعر المنتصر والخاسر , تمنح من منحها وتكره التعادل وأنصاف الحلول في قوانينها .

بعيدا عن الكرة ::
فكان أحسن خلق الله كلهمُ …
وكان أحسنَ مافي الأحسنُ الشيمُ ,,,
إذا رأيت أنياب الليثِ بارزةً…
فلا تظنن أنّ الليثَ يبتسمُ !

—