علي دعرم: محترف “طرار”!

ما زلت استغرب من وضع بعض محترفينا، فهم يحتفلون أمام الملأ بالملايين والشهرة والإعلام والهدايا والمكافآت والسفريات وأفخم الفنادق وأشهى المأكولات في أرقى المطاعم على مدى سنين، ثم يخرجون من أنديتهم كما دخلوها مدينين لا يملكون حتى منزلا أو سيارة تقلهم ثم يبدؤون رحلة التنقل بين أندية الدرجة الأولى والثانية بحثاً عن لقمة عيشهم لعدة سنين أخرى، قبل أن يجبرهم عامل السن على التوقف مجبرين، لتبدأ رحلة البحث عن حفل تكريم وعن متبرع من أجل أسرهم.

وبما أن شعبنا عاطفي يقومون بتحميل الأندية مسؤولية لاعب غير مبالٍ ومسؤولية وضع أسرته المالي وكأن النادي هو من ظلمهم.

لو أخذنا عينة لأحد محترفينا “لاعب وقع عقداً لـ5 سنوات بـ5 ملايين ريال، وهو ما يعني أنه يستلم راتباً سنوياً قدره مليون ريال، أي 83 ألف ريال شهريا غير المكافآت والهدايا”، وبالتالي فإنه يستلم أكثر من مرتب وزير، وراتبه الشهري يمثل دخل موظف متوسط الدخل لمدة عام كامل، ثم يأتي من يحمل الأندية مسؤولية إفلاس ذلك اللاعب ويطالبها بإقامة حفل تكريم أو تبرع بدخل مباراة، وكأن النادي ضمان اجتماعي أو جمعية خيرية.

المشكلة أن هناك من يذهب إلى أبعد من ذلك عندما يشتم الأندية لأنها تناست تاريخ وتضحيات اللاعب؟ ويتناسى أن النادي هو سبب شهرة اللاعب ووصوله إلى ما وصل إليه؟.

ختاماً.. أتمنى من لاعبينا التفكير في المستقبل وليس في السيارات الفارهة والملابس والنظارات والأحذية الفاخرة والسفريات وغيرها.

عليهم أن يضمنوا لأنفسهم دخلاً ثابتاً من خلال الاستثمار ودخول عالم التجارة، والبحث عن منزل لهم ولأسرهم واستغلال أموالهم بالشكل الصحيح وتدعيمها بالصدقات والأعمال الخيرية حتى يبارك الله له فيها.

مقالة للكاتب علي دعرم عن جريدة الوطن

16