الرئيس.. الإعلامي

سامي  القرشيفي أوروبا لا يقوم على شؤون الأندية إلا فئتان لا ثالث لهما، أمور مالية بيد من يفقه في الاستثمار وإدارته ولا علاقة له بما يدور في الملعب، وأمور فنية بيد من يفقه في أمور كرة القدم ولا علاقة له بغيرها.

في رياضتنا هناك موضة جديدة طفت على سطح العمل في الأندية وتتمثل في توجه الإعلاميين للعمل القيادي في الأندية من خلال كراسي الرئاسة والأمثلة للزملاء متوفرة (دباس الدوسري وعبدالعزيز المريسل) وغيرهما، وحينما أقول زملاء، فالمقصود زملاء قلم وليس زملاء كرسي.
(الإعلامي رئيس لنادِ)، المتمعن في هذه المعادلة يسأل تلقائيا أين صفة الفهم في الاستثمار أو الفهم في الأمور الفنية كحد أدنى كي نتقبل الإعلامي رئيسا لكيانٍ ما في مكانٍ ما؟ والجواب القطعي (لا يوجد).
الإعلامي هو الإعلامي لا يمكن أن يرتبط رياضيا بغير القلم؛ فالإيمان بالتخصص هو جزء من الإيمان باحترام نفس وآخرين، وبمناسبة الإعلامي الرئيس هل تخيلتم إعلاميا يصحو من نومه رئيسا ساخطا على الإعلامي وما أن ينتهي التمرين يتحول إلى إعلامي ساخط على رئيس.
لا أعلم لماذا أحاول كتابة المقال بطابع جدي فأجد نفسي أميل مجبرا إلى سخرية أجدها الأنسب له؟ من الممكن أن يكون سبب ذلك أني وفي كل مرة أتخيل الإعلامي الرئيس وهو يكتب في عموده وبعد انتصار فريقه الذي يرأسه مقالا مدائحيا بعنوان (كم أنت عظيم يا أنا ولله دري).
هل تشاهدون كم التصريحات النارية التي يطلقها الإعلاميون الرؤساء من داخل كراسي الرئاسة؟ تصريحات كوارثية ترتقِي بلغة أصحاب القانون للجُنح والغريب أنهم المتمرسون، ومع هذا وفي تصريح واحد مدته دقيقتان يصرح بعضهم بما يعادل خزينة (بنك مركزي) من العقوبات!.
أتأسف لك أيها الأمير الشاعر والأسف موصول لك أيها الفائز ومثله للأميرين فهد وفيصل، الآن اكتشف أن تصريحاتكم مسؤولة موزونة وحكيمة وتعلمون إلي أي مدى قد يمتد تأثيرها، وكل ذلك الأسف بعد الاستماع لتصريحات إعلاميين رؤساء أبى من أبى وشاء من شاء.

عن عكاظ

18