مرشح رئاسي أم مفتاح انتخابي؟

محمد الشيخلا يزال الدكتور حافظ المدلج يوماً بعد آخر يمعن في تشويه صورة الحضور السعودي في سباق الانتخابات نحو رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، سواء من حيث تقديم نفسه كمرشح توافقي، حيث يبدو مغلوباً على أمره، إذ لا حول له ولا قوة في تغيير مسار الانتخابات، أو من حيث الدور الإعلامي الذي يلعبه في هذا المشهد الصعب، والذي يظهره ويظهر معه الموقف السعودي بشكل مؤلم لا يليق بمكانة المملكة على غير صعيد.

في آخر إطلالة إعلامية للمدلج ومن مدينة الشارقة هذه المرّة وليس من دبي – كما العادة – قدم الدكتور نفسه بصورة باهتة عبر أداء إعلامي ضعيف لا يقوم به كومبارس في سنة أولى تمثيل، وقد عكس ذلك الحضور مدى ضعف الموقف السعودي، حدث ذلك ونحن على بعد أسبوع واحد من انطلاق سباق الانتخابات، وهو ما يجعلني مطمئناً لموقفي السابق حول أن الدكتور قد تأخر كثيراً في سحب ورقة ترشيحه، وأن استمراره، يعني الاستمرار في تشويه وجه الكرة السعودية.

كان يمكن أن نقبل ما يصدر عن المدلج لو كان في موقفه يعبر عن شخصه فقط؛ لكن المؤسف في الأمر أنه يعبر عن الموقف السعودي بشكل عام، وهنا مكمن الألم، ومصدر الوجع؛ خصوصاً وهو يبدو في تصريحاته بأنه بات متعلقاً بأطراف ثياب المرشح الإماراتي يوسف السركال؛ وإلا ماذا يعني أن يقول بوضوح تام وبلا أدنى مواربة: “السركال وبحكم خبرته الكبيرة في الاتحاد الآسيوي هو المرشح الأوفر حظا”، قبل أن يضيف: “إذا لم تفز السعودية بالرئاسة فمن مصلحتها أن يفوز السركال لتحصل على مقعد النائب والانتخابات لعبة مصالح”.

هذا الكلام لا يصدر عن عضو في حملة السركال، وإنما يصدر عن مرشح منافس له حتى اللحظة، وليس هذا وحسب، فهو في موقف أكثر وضوحاً قال: “السركال مدّ يده للسعودية، ودائماً ما يشدد على مواقفها، ومن الصعب على المملكة أن تقف على الحياد في ظل هذه المعطيات”!، ولا ينسى الدكتور في تصريحه –وكما العادة- التعريض بالمرشح الآخر الشيخ سلمان بن إبراهيم وحليفه الشيخ أحمد الفهد، وكل ذلك لأنه لم يسلم بفكرة التوافق التي كانت من الأساس قائمة على بنيان هش وضعيف.

هذا الموقف الإعلامي للمدلج وقبله مواقف أخرى لا زالت تُقزّم الموقف السعودي، فهي تظهره لا على أنه مرشح رئاسي بقدر ما أظهرته وكأنه مفتاح انتخابي للسركال، بل هو كذلك وفق أدائه، وبحسابات الوقت أيضاً؛ خصوصاً وأن الجميع بات على يقين أن بقاء المدلج مرشحاً توافقياً حتى ما قبل أسبوع لا يعدو سوى تقطيع للوقت، لزيادة المكاسب الشخصية من جهة، وللاصطفاف أكثر فأكثر مع السركال، وليس كما أشار بأن اللعبة الانتخابية تفرض تغييرات في المواقف حتى ما قبل خط النهاية بأمتار قليلة.

لقد كان بإمكان المدلج وهو الذي كان أقصى طموحه منصب النائب أن يجنب نفسه والرياضة السعودية هذا الحضور المشوه، بالتطلع لمنصب النائب مباشرة دون الدخول في لعبة الترشح عبر مولود التوافق الذي خرج للوجود ميتاً، وهنا لا ألومه فقط وإنما ألوم من رسم هذا “السيناريو” الضعيف وسوقه لنا على أنه بضاعة قابلة للتسويق والشراء في سوق الانتخابات الصعبة التي لا تعترف إلا بالأقوياء فقط، وإذا بنا نكتشف أنه “سيناريو” لا يباع حتى في سوق الخردة!

 عن الرياض

11