البتنوني يساهم في كشف المغالطات الاتحادية !

مايزال المؤرخون والباحثون والكتاب الاتحاديون وبقية الملاحق الأخرى. يعبثون وبإصرار عجيب في سرد العديد من المغالطات والإشكالات التاريخية المتكررة في جملة من الإدعادات المضللة، والمشتتة لتصورات المختصين، وعموم القراء المهتمين بالشأن الرياضي الوطني. فمن بعض إدعاءتهم السخيفة تارة عدم معرفة أهل مكة المكرمة بكرة القدم، وتارة أخرى بانتشار الجوع والفاقة في المجتمع المكي . ومايزال في الجانب الوحداوي من يرد بكل ثقة على هذه المغالطات بالمصادر والمراجع التأريخية التي لاتقبل التشكيك والتأويل. وهذا ماكشفه الباحث التاريخي الأستاذ القدير محمد الحربي عبر كتاب للمؤرخ محمد لبيب البنتوني صاحب كتاب الرحلة الحجازية… وكانت طباعته الثانية عام 1329هجرية.

فيقول البتنوني في كتابه: “ومن عادة أهل مكة التأنق في المأكل واللباس، وتكثرفي لباسهم الألوان الزاهية الباهية وخصوصا الأحمر والأخضر والأزرق والوردي. وترى في مساكنهم كثيرا من أدوات الزخرف والزينةوالرياش الثمينة وخصوصا البسط العجمية النادرة المثال …. ويتفاخرون بكثرة صنوف الطعام المتغايرة في شكلها وطعمها… وبعد فراغهم من الطعام يجلسون للسمر أو سماع بعض الأغاني وآلات الطرب كالعود أو القانون أو الرباب ثم ينصرفون. وغالبا تكون الحفلات في ضواحي مكة كالزاهر والشهداء وهنالك يبكرون إليها ويقضون يومهم في سرور وحبور وألعاب رياضية كالمسابقة أو لعب الكرة أو النرد أو الشطرنج مثلا ….” وبأتيك من يتحدث بغير علم ويقول لم تعرف مكة المكرمة كرة القدم مبكرا، ويكملها الحكواتي الآخر بأن الناس في مكة بهم فقر واضح وجوع يشغلهم عن لعب كرة القدم .

إن على المدعين بمعرفة التأريخ وعلى الرغم من شهاداتهم العليا للأسف، إضافة إلى الحكواتية في البرامج الرياضية.. الخجل قليلا مما يكتبون، فكل كلمة يكتبونها بدون علم، ودراية ستحسب عليهم بلا أدنى شك. وليس من العيب أبدا في مجال العلم سؤال أهل المعرفة ، والثقافة، والاطلاع عن معلومات يجهلون تفاصيلها تماما ، وليس من العيب أيضا التزود بهذا الكتب، وقول الحقيقة الساطعة بعد التمعن في كتب تأريخية مثل كتاب محمد لبيب البتنوني الجدير بالقراءة والتأمل. وعليهم أن يدركوا أن مكة المكرمة لن يستطيعون التقليل من شأنها في المجالات كافة التعليمية، والصحية، والاقتصادية،… وكفى عبثا في التاريخ المكي العريق ومنه التاريخ الرياضي أيها المتطاولون.

11