أمنية مشجّع سعودي
فهد المري

فهد المري

22-4-2009 لا أنسى هذا التاريخ أبداً, في هذا اليوم حضرت مباراة تشيلسي وإيفرتون في ملعب الستامفورد بريدج, وهذه المباراه غيّرت الكثير من المفاهيم التشجيعيّه لدي, إكتشفت أن هناك عالماً تشجيعيّاً مختلفاً وواعياً, مشجّعين حضروا لكي يستمتعوا بعرض, مشجّعين يصفّقون على كل كرةٍ جميلةٍ سواءً كانت الكره في أقدام فريقهم أو في أقدام منافسهم.

كانت المباراة مليئةٍ بالهجمات الضائعة وأبدع فيها مهاجمي وخط وسط تشيلسي ومدافعي وحارس مرمى إيفرتون, وبالرغم من أن المباراة إنتهت بالتعادل السلبي, وقفوا مشجّعي الفريقين في نهاية المباراة لتحيّة الفريقين, عندما أقول وقفوا, أعنيها, لأنّهم طوال المباراة كانوا يشجّعون وهم في مقاعدهم وهذا لا يعني أن تشجيعهم كان باهتاً أو عاديّاً, بل لأنّهم لا يريدون حجب الرؤية عن من خلفهم, فهم حضروا هذه المباراة وقد دفعوا حفنةً من الجنيهات كي يستمتعوا بالعرض, لذلك يحترمون حقوق الآخرين بالإستمتاع.

إنتهت المباراه, وفي طريق خروجي من الملعب, أخذتني ذاكرتي لآخر مباراة حضرتها في الدوري السعودي, وأوّل صورة ترائت في ذهني, صورة مشجّع وقف وهو مادّاً يده اليمين يكيل السباب إما للحكم أو للاعب أضاع هجمةً خطرةً أو مرر تمريرةً خاطئة.

نحن لدينا هنا مصطلح مغلوط تجاه كلمة مشجّع, فالمشجّع لا يشتم فريقه, لأن مهمته الرئيسيه تشجيع الفريق لكي يقدّم مستواً أفضل يليق بمشجّعيه, المشجّع هنا يقلل من قدر خصمه عند الإنتصار أو الهزيمه, وللأسف هو لا يعلم أنّه بالتقليل من قدر خصمه يقلّل من قدر فريقه, المشجّع هنا يتفوّه بألفاظ عنصريّه أو مسيئه للخصم لإغاضته بينما كان الأجدر به أن يستغل وقت التشجيع للرفع من همّة فريقه.

أمنيتي هي أن أرى المشجّع يحضر للمباراه من أجل المتعة وأن يعتبر الريالات التي دفعها من أجل الحضور ماهي إلا رسوم فيلم سينمائي يريد أن يستمتع برؤيته.

أمنيتي هي أن يكون لدينا أسلوب حضاري راقي في التشجيع, لا شتم ولا سباب ولا وقوف فيه

أمنيتي أن يهتم المشجّع برفع معنويات فريقه, لا التقليل من قدر خصمه

أمنيتي أن يبتعث الإتحاد السعودي جميع روابط مشجّعي الأنديه للخارج كي يعرفوا ماهيّة وكيفيّة التشجيع!!!

كأنّي بالغت في الأمنية الأخيره؟؟, أعذروني, فوالله مارأيت هناك, ورأيت هنا….يؤلم

 

 

10