دورينا قوي.. نشكر من صنعه

إن الدوري السعودي لكرة القدم قد تغير، وهذه حقيقة ملموسة الآن ،ومن يقول غير هذا مخطئ تماما، فالواضح أمامنا أننا مقبلون على عمل كبير لا يمكن تصور تفاصيله بسبب المفاجآت التي تحدث من وقت لآخر ، المهم نحن أصبحنا نشاهد عملا احترافيا كبيرا على كافة المستويات الفنية والاستثمارية، حتى على صعيد الحضور الجماهيري أصبحت المدرجات لا تتسع للحضور، ونحن مازلنا في بداية الموسم .
لا أحد ينكر أن جزءا من نجاح العمل في مسابقات كرة القدم مرتبط بالإثارة، وحتى تحدث هذه الإثارة يجب أن تكون الأدوات الفنية متوافرة، كل شيء مرتبط بشيء آخر، هي منظومة عمل يجب أن تكتمل حتى تحدث النتائج المطلوبة، فلن تعود كرة القدم في السعودية منافسة على الصعيد القاري والعالمي ما لم يكون هناك عمل مختلف .
البداية الحقيقية لأي عمل قوي في كرة القدم يبدأ من الدوري، فحين تصنع دوريا قويا ستجد كل النتائج مختلفة على صعيد المنتخبات الوطنية، والأندية المشاركة في البطولات الخارجية المختلفة ، فالمسؤول اليوم عن الرياضة وجد الخلل ووضع يده عليه، وفهم أن الاحتراف الصحيح يبدأ بتوفير المناخ المناسب، والأرض الصلبة التي ينطلق منها العمل الاحترافي في الأندية، بعد أن ذلل كل الصعوبات التي كانت تواجه الأندية حتى تؤسس عملا مؤسساتيا ينطلق من أسس احترافية سليمة، ولعل من أبرز تلك المعوقات الديون الكبيرة التي كانت تقيد الأندية ولا تجعلها تتحرك لإيجاد الحلول الكبيرة التي من شأنها الارتقاء بمستوى الدوري ، فالجانب الاستثماري والفني لأندية مديونة لن ينجح، ولن نجد شركات تغامر بمداخيلها وتستثمر في منتج ضعيف ومقيد ككرة القدم في السعودية، فكانت البداية بتدخل الدولة حفظها الله وبمكرمة من ولي العهد وقائد الشباب الأمير محمد بن سلمان بتسديد الديون الخارجية وتحسين صورة الأندية السعودية في الاتحاد الدولي فيفا، وهذا بالضبط ما حدث بعد فرض أنظمة وقوانين تمنع تكرار الأزمات المالية الخارجية المتمثلة في الديون ، وبعد أن انتهت هذه المعضلة أصبح هناك توجه إلى رفع مستوى الدوري وذلك بزيادة الضخ المالي من قبل هيئة الرياضة للأندية، وتغيير نوعية التعاقدات على الصعيد التدريبي واللاعبين المحترفين، وكان من المهم احضار نجوم كبار يرفعون من وتيرة المنافسة مع تغيير الرؤساء لكثير من الأندية، والاعتماد على الرؤساء الذين يملكون روح التحدي، ومن المتوقع نجاحهم في زيادة قوة الدوري وإثارته.
اليوم وبعد نهاية الجولة الرابعة نستطيع أن نقول بأن الدوري السعودي انطلق من النقطة الصحيحة والنتائج سنلمسها في نهاية الموسم، وقد حقق دوري كأس الأمير محمد بن سلمان بفضل الله ثم بفضل ما حدث من متغيرات في الفترة السابقة المرتبة السادسة عالمياً من حيث قيمة الانفاق ، وهذا يعتبر تطورا إيجابيا يقود إلى تفاؤل منطقي للقادم من الأيام .
فالمنافسة الحقيقية تعود من جديد إلى ملاعبنا، والجمهور الرياضي سيتابع بشغف ما سيحدث في الأيام القادمة .
• شكراً للأمير الشاب محمد بن سلمان على حرصه واهتمامه برياضة الوطن، وشكرا لهيئة الرياضة التي كانت تحركاتها مدروسة وواضحة للملأ .
• بالعمل فقط يحدث التغيير وتتحقق النتائج الإيجابية .

10