الإخلاصُ والعمَل!

يُعَدُّ الإخلاص لله أخي المؤمنَ أهمّ أعمال القلوب الداخلة في تعريف الإيمان، وأعظمُها قَدرًا وشأنًا،وأهم من أعمال الجوارح، فالإيمان لغة: التصديق، و شَرعًا:قَولٌ باللسان، وتصديقٌ بالجنان (القلب) وعمل بالأركان:(الجوارح) والإيمان: قولٌ وعمل،واعتقاد، يزيدُ بالطاعة وينقُص بالعِصيان .و الإخلاصُ: حقيقة الدِّين، وأساسُ دعوة الرسل قال تعالى:( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) البَيِّنة. وقال تعالى:( قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴾الأعراف وقال تعالى:( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف، وقال تعالى:( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) الملك، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ) متفقٌ عليه. وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( مَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ اللهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللهُ بِهِ) متفقٌ علَيه.الإيمان: قول، وعمل، ونية، لا يُجزئ واحدٌ منَ الثلاثة عن الآخر.فالعملُ القلبي: هو الفارق بين الإيمان والكُفر، فالساجدُ لله جلَّ جلاله، والساجد للصنم والوثن. كلٌّ قام بالعمل نفسِه، لكن النيةَ والقصد القلبيّ يختلف لدى الساجدَينِ، وبناءً عليه آمن هذا ، وكفَر هذا! فأعمالُ القلوب من أصول الإيمان وقواعد الدِّين، كمحبةِ لله ورسولِه، والتوكل على الله، وإخلاص الدين لله، والشكر لله ,والصبر على أحكام القضاء والقدَر, والإيمان بهذه الأعمال جميعِها واجبٌ على الخلْق. فمنْهم: ظالمٌ لنفسه، ومقتصد، و منهم سابقٌ بالخيرات. والإخلاص في العمل الدينيّ أو الدنيويّ أن يفعلَ المكلَّف الطاعةَ خالصةً لله وحده، لا يريد بها منافعَ منَ الناس, ولا توقيرًا، ولا جزاءً ولا شُكورا. بل يريدُ الجزاءَ والثواب الجزيلَ منَ الله تعالى, كان مسؤولا أو مفْردا, فيجِد المسلمُ لذَّة الطاعةِ في العمل كان عبادةً أو غيرها,ويَكونُ لهذا العملِ بإذن الله ثمارٌ طيِّبة كثيرة كالتوفيقِ والنجاح والسعادةِ والمحبة والبَركَةِ ,والتربية الفاضلة لأجيالٍ مباركةٍ تخْدِم الدين والوطن. ومن علامات العاملين المخلصين:أنهم لا يعملون لأنفسِهم، بل مرادُهم رضوانُ الله ، ويؤدُّون أعمالَهم ابتغاء مرضاتِ الله ،ولا يحبُّون أن يطّلعَ الناس على أعمالِهم.والنيّة الخالصةُ لله تَحْكمُ أعمالَهم وسلوكَهُم.قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا ، أَوْ إِلَى امْرَأَتِهِ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ) متفقٌ عليه.

 

16