هل أعدّ الإعلام الرّياضي عدّته للمساهمة في إنجاح الدّوريّات الكرويّة العربيّة ..؟

 ونحن في عالمي العربي، نتأهب لاستئناف موسم كروي جديد، لابد من التأكيد على أن الأندية قامت بمعسكراتها التحضيرية على كل المستويات والواجهات، ومنها الإنتدابات الخاصة بالمدربين ومساعديهم، وأيضا المتعلقة باللاعبين القادرين على تقديم الإضافة، والذين يمكن أن يدعموا الرصيد البشري، وأيضا الاستعدادات البدنية والفنية والتكتيكية وحتى البسيكولوجية، فضلا عن المسائل التقنية والهيكلية واللوجيستية والإدارية والمالية.

والمتامل في كل هذا وذاك، لا شك أن الإدراك جلي بأن الأطراف المتدخلة مثل المسؤولين في الاتحادات والتحكيم بمختلف أسلاكه كلهم أعدوا عدتهم لهذا الموسم الكروي الجديد، بما في ذلك عمليات التنسيق مع الوحدات الأمنية وجمعيات ولجان الأحباء والأنصار وغيرهم، والعاملين في الملاعب وحتى المهتمين بعشب ميادين الملاعب، وهذا أمر عادي وضروري نراه قبل انطلاق كل موسم جديد، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه أمام هذه المسائل هو: ماذا أعد الإعلام الرياضي للموسم الكروي الجديد في البلدان العربية، والحال أن نظيره في البلدان التي لها تقاليدها وسجلت القفزات النوعية في المجال، يدرك ان دوره مهم جدا في إنجاح المشهد الرياضي عامة، وذلك على كل الواجهات، كما يعرف أن استعداده يتوازى مع التحضيرات الأخرى كلها، ولذلك سجل إعداداته وقام بكل ترتيباته حتى لا يكون حضوره باهتا.. أو سلبيا…؟؟

وعندما نتحدث عن الإعلام الرياضي العربي، فإننا وبقدر ما نكبر مجهود بعض الزملاء والمؤسسات الصحفية الورقية والإلكترونية منها، والمسموعة والمرئية، فإننا ندرك أن هذا القطاع مازال بعض أطرافه، يتسلل إلى كل موسم جديد دون إعدادات ولا برمجة ولا دراسات ولا تقييم لما مرّ لتدارك السلبي فيه ودعم الإيجابي منه، ولا اي شيء غير التفكير في التضخيم لمن ينتمي إليه بعض الإعلاميين والتقزيم للطرف الآخر من الأندية، حيث الانحياز البعيد كل البعد عن الدور الحقيقي للإعلام، والانتقاد ولا النقد، باعتبار ان البون شاسع بين هذا وذاك، فالنقد ضرورة ملحة تخضع إلى الموضوعية بدراسة المسالة وتشخيصها بشكل علمي مدعم بالبراهين والحجج والاستشهادات وطرح المقترحات والحلول، في حين أن الانتقاد

يتضمن الثلب والشتيمة والمس من الاشخاص والمؤسسات، وبالتالي يجانب النزاهة الصحفية والمبادئ الرياضية والأولمبية، مثل التحابب والتقارب والتضامن والتآزر.

كما أن بعض الإعلاميين ( مع التشديد على كلمة البعض)، أصبحوا لا يتركون فرصة إلا وينقضّون عليها للارتزاق واعتماد مسلك قبول الرشاوي، ( جمع رشوة) من الأندية للدفاع عن هذا المسؤول أو تلميع صورة هذا اللاعب، أو المدرب أو نشر الأخبار المضيئة الخاصة بالفريق وتجنب ما “قد يسيء إليه رغم انه قام به وكان على الإعلامي الإشارة إليه دون خجل ولا تعتيم، ولا تقزيم ” أوالانصهار في منظومات الكتل في الأندية لمناصرة هذه الكتلة على حساب الكتلة الأخرى، والتأكيد على انه طرف من ذاك النادي، حتى يصبح مناصرا ولا صحافيا…وبالتالي فإن الموسم الجديد نريده طاهرا من كل هذه الممارسات اللارياضية واللاصحفية، ومثل هذا السلوك الارعن، مع التأكيد على ضرورة الإستعداد للمساهمة الفاعلة والفعالة في إنجاح الموسم الكروي الجديد.

وعندما نشير إلى الإعلام الرياضي، فإننا ندرك أن إشكاليته تتمحور حول عدة قضايا مهمة، تتعلق بالرياضة بالدرجة الأولى وإدارتها وكيفية جعلها في مستوى يرقى إلى الجودة والنوعية والتنافس العالي، الهادف إلى التميز والتألق، إنطلاقا من المحلي ووصولا إلى الإقليمي والدولي، باعتبار أن الرياضة أصبحت تقوم على المنهجية والعلوم، واستراتيجيات وأيضا على التجارة والتسويق التي تدر الأرباح الكبيرة على أصحاب الأندية والمستثمرين فيها، وبالتالي تضع تحديات ورهانات كبيرة جداً أمام الصحافة الرياضية، من أجل المساهمة في تطويرهذه الرياضة، ونشر الثقافة الرياضية والوعي الرياضي في المجتمع العربي كما في المجتمعات الأخرى، خاصة إذا علمنا أن الإعلام الرياضي، لا يعني فقط التغطية الإعلامية للأحداث والفعاليات،…. وللموضوع عودة وبقية… مع الإعتذار عن الإطالة، وفائق التقدير والإحترام لكل القراء.

14