حافظوا على الأهلي

المتتبع لأوضاع الأهلي في نهاية الموسم الماضي وبدايات هذا الموسم لا يلمس تغيرًا عما سبق من مواسم سابقة، خاصة بعد الثلاثية، فالتفريط في اللاعبين المميزين سمة من سمات الاهلي وإداراته التي تتعاقب عليه، فمن ينسى لاعبًا مثل كيم، وسيرجو، وروجيرو بيريرا، وعبدول انداي والمحليين الخالدين مسعد وقهوجي – الذين لم تنجب الملاعب بديلًا لهما لما يملكانه من مهارات فردية عالية – وإبراهيم سويد، ومالك معاذ وحسين عبدالغني – الفتى الذهبي – وغيرهم كثير، هذا التفريط بهؤلاء النجوم من أهم الأسباب التي ابعدت الأهلي عن البطولات، مما يوحي أن هناك خللًا إداريًا واضحًا، ويستمر مسلسل التفريط في اللاعبين المميزين وجاء الدور حاليًا على منصور الحربي، ولا أدري من سيفرط فيه غيره، لكن الاهلي سيبقى شامخًا مهما حاول الآخرين هدم سوره، فهو يمرض لكنه لايموت.
يعتبر صوت الأهلي الإعلامي ضعيفًا إن لم يكن نادرًا خاصة في زمن الصحف الورقية فبالكاد يسمع لهم صوتًا قويًا يقارع إعلام الفرق الأخرى المسيطرة على الإعلام الرياضي، ولم ينتبه مسيروا الأهلي إلى هذه النقطة تحديدًا، إما بإنشاء صحيفة أو دعم صحيفة بحيث تكون صوتًا للأهلي يتنفس فيه إعلاميي الأهلي.
غابت جماهير النادي الأهلي في الموسم الماضي والذي قبله عن مساندته في المدرجات، رغم تحقيقهم للمركز الاول في الحضور، لكن ليس بمستوى حضورهم في موسم الثلاثية، وعدم تحقيقه لأي بطولة خلال الموسمين الماضيين، ومع ذلك تغنى الوطن العربي بأنشودته الأشهر “للاهلي جينا” التي اطربت الجميع لسهولة كلماتها وعمقها، وربما غطت نوعًا ماء على النشيد الرسمي للاهلي “وعبر الزمان سنمضي معًا” الذي أوقف لمدة يعلم اسبابها الجميع.
خسارة الاهلي ليست في بطولات الموسمين الماضيين، فالبطولات تتعوض في اي موسم، انما خسارة الاهلي تكمن في ابتعاد الرمز الامير خالد بن عبدالله الذي أصبح بعده الاهلي يتيمًا يحتاج إلى وقوف جمهوره معه كعادته في اصعب المواقف، وإدارة ترعاه، وتحافظ على مكتسباته، واعادته الى البطولات ومنصات التتويج، وهذا المبتغى والمطلب من الإدارة الحالية بالتعاقد مع لاعبين مميزين يصنعون الفارق ويقودون الاهلي الى البطولات.

13