لِبناء منتخب أفضل

مشكلة رياضتنا المحلية تعتمد على اللاعب الموهوب وليس اللاعب المحترف وهناك فرق شاسع ما بين تعريف المعاني لا تتسع المساحة لشرحها وتحتاج لمقال وصفي موسع في زاوية مستقلة ، ولبناء منتخب ذو هوية علينا أولاً التركيز على الفئات السنية من الشباب من سن الثامنة عشر حتى العشرين واعطائهم الفرصة الكاملة للاحتراف خارجياً ولاحظنا للأسف في أنديتنا بكافة درجاتها تمنع الكثير من الشباب التسجيل في كشوفاتها الا القليل من يحظون بالواسطة وهذا إحدى العوائق التي يعاني منها الكثير ، وفِي المقابل نجد انديتنا يتمسكون بأسماء مشهورة معدل أعمارهم قد يصل للثلاثين عاماً ولاحظنا ذلك مِن خلال مشاركة المنتخب السعودي في مونديال روسيا هناك سبعة لاعبين في هذا المعدل وانعكس ذلك على الأداء وعدم مجاراة المنتخبات المشاركة التي يتمتع لاعبوها بصغر السن وارتفاع المعدل الفني والبدني نظراً لتطبيق الاحتراف بمعناه الحقيقي والالتزام ببنود العقود ، بينما لاعبونا اهلكم السهر وسوء التغذية وعدم احترام مواعيد التمارين واللعب المزاجي مع أنهم يتقاضوا مبالغ عالية أسوة بلاعبي أوروبا ، ويتمتعوا كذلك وجود الملاعب المجهزة والدعم اللا محدود من الدولة ، وتكمن مشكلة اللاعب السعودي خارجياً الرهبة والتردد في المواجهات المباشرة في المحافل العالمية وهذه تحتاج لمختصون في الطب النفسي لمناقشة هذه الظاهرة التي أصبحت هاجساً تؤرق الشارع الرياضي ، ومن أكبر العوائق و المسببات في تراجع المستويات الفنية للمنتخب سوء اختيار التشكيلة المناسبة التي تعتمد على نادي معين دون سواه والتركيز على الأربعة الأندية الكبيرة دون النظر عن سواها وهذه معضلة جسمية ناتجة عّن غياب دَوْر الكشاف الذي افتقدناه قديماً وتكمن مهمته في البحث عّن اللاعب الموهوب في الحواري ، ومن المشكلات الإدارية هي المبالغة في عقود رواتب اللاعبين التي تصل لمبالغ فلكية لا تتوازى مع يقدمه اللاعب السعودي على أرض الواقع ، خلافاً عن الترفيه المنبوذ والمبالغة الغير منطقية مما أنعكس سلبياً على أداء المنتخب في المشاركات الآسيوية و العالمية ، تلك العوامل التي تطرقنا لها ليست وليدة اليَوْمِ وقد ذكرناها مراراً و تكراراً خلال سنوات خلت ولكن سوء التفكير و التدبير زاد من وقع المعاناة ، كل ما نحتاجه وكما ذكرت في بدء الحديث الاهتمام بالأجيال القادمة من شباب واعد يتم التعامل معه بأسلوب احترافي مدروس قائما على أسس صحيحة ستثمر نتائجه متأخرة ولكن منافعها ستؤتي ثمارها ، وعندما نخصص بطولة عالمية بحجم كأس العالم فهي تحتاج للاعبين ذوا معايير ومواصفات خاصة كما أسلفت ، لن نتشاءم بسوء تردي النتائج وليست الخسائر عيباً ولكن الخسارة عندما تحظى بكامل الدعم ولا تقدم ما يرضيك كلاعب ولا يرضي جماهيرك ، وأما من يعتقد بأن المشاركات في المونديال شرفاً نقول نعم ولكن يجب نتجاوز تلك المقولة التي أصبحت عبأ علينا وهبطت من معنوياتنا ونفكر في الأفضل والا نرضخ للهزائم الثقيلة التي تجعل منا سخرية للعالم ويتخذونا جسر عبور ويتمنون اللعب معنا لتحقيق نتائج ثقيلة يستفاد منها غيرنا سواً لتخطي المجموعات أو حصول لاعبيهم على ألقاب هداف المونديال على حسابنا ، وكما نعلم بأن مونديال كاس العالم هو “شاشة عرض ” ومرأى للعالم يُبين صّورة الرياضة في بلادك وإلى إي مدى وصلت إليه ولنجعل صورتنا أكثر بياضاً و نصوعاً ونمحي من إطارها الغبار المتراكم الذي خلفته سنين العجاج ، لأن كرة القدم لم تعد مجرد لعبة كما يتخيلها البعض بل أصبحت صناعة عالمية تجذب الجميع ولنعمل عليها بكل جدية وتفاني ونضع أيادينا على قلب رجل وأحد ونبعد عنها المرتزقة و أصحاب الميول و الإعلام المطبل الذي نحمله النصيب الأكبر في تراجع مستوى الرياضة السعودية ولن يتم ذلك إلا بمراقبة المسؤولون في الاتحاد السعودي لكرة القدم و أشراف وزارة الإعلام التي غابت كثيراً عّن مراقبة الصحف والبرنامج الرياضية وما تقدمه من محتوى سيّء ، ولابد من كل جهة لها دوراً في إعادة تشكيل هوية المنتخب تفعيل الدور المناط إليها بكل أخلاص و أمانة عندها لن تنتابنا المخاوف في المستقل القريب وسترتقي رياضتنا للعلالي .

14