الدَّاءُ العُضَال !

أنزَلَ الله تعالى هذا الدين القويم على عباده المؤمنين يشمَل كثيرا منَ الحِكَم و الأحكام و المبادئ الساميَة, و التي تلائم جميع ميادين الحيَاة , و توافِق ميول النفس البشرية, فهو دِين يحثُّ على الخير, و يحذِّر من الشر و يحقق بتعاليمه سعادة الدارَين للنفس البشرية, و إن الله تعالى أحلَّ لعباده الطيبات , و حرَّم عليهمُ الخبائث , و منها:المخدِّرات على أنواعها , واختلاف مسمّياتها , قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) المائدة, فالمخدرات داءٌ عُضالٌ يفتِك بشباب الأمة صغارًا و كِبارًا , ذكورًا و إناثًا. حيث تجرِف الإنسان ضعيفَ الإيمان , أو تقيِّد ذلك الإنسان الذي لم يَجِدِ التربية السليمة , فيقع فيها , أو يرافق رفقَاء السوء الذين يوقعونه في المخدرات و الضياع , فهِي َطريق سهْلٌ يؤدِّي إلى جرائم كثيرةٍ . فمتعاطيها يتصرَّف تصرفاتٍ سلوكيةً ضارةً , ويرتكِب الحوادث المؤلِمة , فيضُر نفسَه و الآخرين و هي داءٌ أصاب شبابًا كانوا كالزهور في رَيعان الشباب بالأمراض , و قيَّد آخرين خلْف قضبان السُّجون .و إذا انتشرت ظاهرة المخدرات بين الأفراد أثّر ذلك على المجتمع , فيصْبح مجتمعًا مريضًا بكثير ٍ من الآفات ، و يسُوده الكسَاد والتخلف, و يكون الاقتصاد ضعيفًا .و للمخدرات أضرارٌ كثيرةٌ على الفرد و المجتمع و الوطن . فهناك الأضرار الدينية التي تصِيب متعاطِي المخدرات , فهي تصرِف متعاطيها عن ذكْر الله , وعن الصلاة و تضعِف إيمانه , و هي سببٌ في انتشار المعاصي التي تزيل النعَم , وتجلِب المصائب والنقَم . وهناك الأمراض الصحية التي أعيَت الطب و أهلَه, و التي تهدِّدُ صحةَ متعاطي المخدرات كالأمراض العضويَّة و النفسية, فينْجم عنها عدَم الاستقرار النفسي و الاجتماعي والسُّلوكي. و الأضرار, الأمنية و الاقتصادية, و الاجتماعية.و إذا انتشر داء المخدرات بين أفراد الأسَر, فإنها تحدُث الخلافات, و تتمزِّق الروابط الأسرية , فينعكس ذلك سلْبًا على المجتمع والوطن. عبد العزيز السلامة / أوثال

16