اصالة العاهل 

لم أتوقع في يوم ما ان أرى الاشقاء السعوديين يتواجدون على ارض الرافدين ، لاسيما بعد القطيعة التي استمرت سنوات طويلة بين البلدين ، لكنني تفاجأت كما تفاجىء الجميع ، عندما وجدت الاشقاء ينيرون بلدهم الثاني بزيهم الجميل وهم يمثلون كوكبة مهمة من الشعب السعودي الاصيل ، بوفد كروي يرافقه نخبة رائعة من اعلاميي المملكة . لقد لمسنا من الاشقاء الذين حظروا الى العراق ، الطيبة ، والخلق الرفيع ، وحسن التصرف ، والترابط الاخوي ، حيث كانوا يتعاملهم مع الوضع العام بكل حب واحترام ، فكانت الابتسامة لاتفارق محياهم منذ دخولهم للعراق وحتى توديعهم البصرة . لقد كان في حظورهم تحديا كبيرا ، لاسيما وانهم يتابعون تلك الاخبار المشوشة عن العراق بانه بلد غير امن ولا مستقر ، لكنهم رغم كل ذلك اصروا على المجيء حاملين معهم باقات من زهور المحبة والسلام . لقد كانت الغاية من وراء حضورالاشقاء لبلدهم الثاني هو الاسهام في رفع الحظرعن ملاعبنا والوقوف الى جانب اخوانهم العراقيين في اصعب الظروف . لقد فاجىء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الجميع بمهاتفته رئيس الورزاء العراقي الدكتور حيدر العبادي ، عبر خلالها عن سعادته لحسن الاستقبال ونجاح اللقاء التاريخي بين المنتخبين الشقيقين ، وتبرع بانشاء ملعب كروي كبير كهدية للجمهور العراقي وتثمينا للاستقبال الرائع والحفاوة الكبير التي تلقاها الوفد السعودي خلل اقامته في البصرة . ان مبادرة الملك لم تكن غريبة علينا ، كونه معروف بكرمه المعهود ، وان ماقام به يعكس عن مدى اصالته وخلقه الرفيع وحبه لكل العرب . لقد هز الموقف النبيل الذي قام به العاهل السعودي مشاعر كل الجماهير الرياضية العراقية ، و اثبت بمبادرته الاخيرة انه عنوان للفارس العربي الشجاع ، وينطبق عليه المثل القديم الذي اطلقه اجدادنا القدماء (كل كريم شجاع ) . ولا يفتنا دور الاعلاميين السعوديين الذين حضروا للبصرة ونقلوا الحقائق وكل ماشاهدوه وكانوا على مستوى عال من الثقافة واللياقة الادبية وهم يعبرون عن ما بداخلهم ويعكسون حبهم واحترامهم للشعب العراقي عبر تصريحاتهم الموزونة التي تنم عن مهنيتهم العالية وصدق مشاعرهم ، فكانت تصريحاتهم تخرج كمسك يلطف الاجواء ويعززالعلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين الجارين . ان مبادرة سيادة وزير الشباب والرياضة الاستاذ عبد الحسين عبطان ، بالتعاون مع الاخوة في الاتحاد السعودي لكرة القدم باقامة مباراة تاريخية ، كانت رائعة ومحط احترام العالم باكمله ، وانها اذابت جبل جليدي كان قد حجب البلدين من التواصل لسنوات طويلة ، لتعود العلاقات من جديد عبر بوابة الرياضة التي اثبتت انها توحد الصفوف وتنهي كل خلاف وتجمع بين الاخوة . ان المباراة التاريخية الودية التي جمعت منتخبي العراق والجارة العزيزة السعودية ، كانت فاتحة خير وفال حسن عززت اواصر العلاقة بين البلدين ، وكشفت للمجتمع ، المعدن الحقيقي للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي ينحدرمن سلالة عربية اصيلة تستحق الاحترام والتقدير . ختاما نتوجه بالشكر الجزيل للاشقاء السعوديين ونتمنى ان تتكرر الزيارات ليس على مستوى الرياضة فحسب بل على كافة الاصعدة والمستويات ، كما نتقدم بالشكر الجزيل للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي عودنا على مبادراته الرائعة في كل مناسبة ، ولايفتنا ان نشيد بجهود سيادة الوزير الاستاذ عبد الحسين عبطان ورجال الوزارة ، لدورهم الكبيرفي انجاح المباراة واخراجها بهذا الشكل الرائع . سننتظركم ايها الاشقاء في زيارة ثانية وثالثة وعاشرة ببلدكم الثاني العراق ، ونتمنى ان تتعزز اواصر العلاقة بين الشعبين الجارين ، وندعو الله سبحانه وتعالى ، ان يوفق الجميع لفعل الخير ويحفظ العراق والمملكة العربية السعودية من كل مكروه .

9