بات موقف الاتحاد السعودي لكرة القدم بكافة لجانه على المحك بعد ان اظهر اذعاناً سريعاً لصوت الاعلام العالي عندما اعلن عقوبات معلقة بعيد مناقشة ذلك في احد برامج التلفزيون.
ويترقب الوسط الرياضي مدى صلابة وقدرة الاتحاد الجديد على مواجهة الضغوط ومجابهة الاعلام الذي تجند وتحيز للأندية خاصة فيما يخص موضوع جدولة الدوري او غيرها.
ورغم ان بعض وسائل الاعلام تمارس التحيز لأندية بعينها وتتخصص في مهاجمة اخرى كما يحدث مع الاتحاد والأهلي والنصر وبالذات الاخير الذي جند الاعلام برامجه لطرح السؤال المتكرر لماذا لم يعاقب عبد الغني في الوقت الذي غض الطرف عن ما بدر من جماهير الهلال في مناسبتين خاصة ان ذلك التصرف عوقب بموجبه الجمهور الاتحادي والأهلاوي الغفير.
اما مطالب الاعلام وانحيازه التام لجانب الاندية ضد الاتحاد السعودي لكرة القدم يثبت بما لا يدع مجالا للشك ان بعض وسائله ترغب في هز الثقة وضعضعة تماسكه في ظل التركيز على جدولة الدوري وتقارب اوقات لعب المباريات. ومن صور التناقض في الاعلام الضاغط انه يعتبر المسابقات الدولية مثالا يحتذى وهي التي تلعب مواجهاتها في اوقات متقاربة ( كل سبت وثلاثاْ) عندما تتداخل المسابقات .
لكنه ينسف مفهوم الوطنية ويشكك في نوايا الاتحاد السعودي بسبب الجدولة الاخيرة وكأن المنتخب تحصيل حاصل والاهم في نظره الاندية.
وهذا يذكر بمطالبات الاعلام المستمرة برفض التأجيل مهما كانت المبررات ومنح المنتخب فرصة كافية للاستعداد للاستحقاقات القارية والرسمية بل والمشاركة في ايام الفيفا. لكنه اليوم يصر على التأجيل ويرى فيه ضرورة حتمية كون التأجيل يخدم اندية بعينها( اربعة اندية مشاركة اسيويا وفريقين خليجياً)
الاعلام المحتقن ضد الاتحاد السعودي وبالذات من تعسكر ضد احمد عيد شخصياً ظل طوال فترة الحملة الانتخابية وبعدها وهو يركز على تأجيل مباراة في الدوري لصالح ممثل الوطن النادي الاهلي ويعتبر ذلك تحيزا من الاتحاد السعودي للنادي .
لكنه اليوم يطالب بما ينهى عنه بالأمس رغم ان هناك فرق شاسع بين تهيئة الاجواء لفريق وصل مراحل متقدمة من البطولة القارية وأمامه سفر الى آلاف الكيلو مترات وبين اعتراض على جدولة تتماشى مع ظروف المنتخب علماً بأن جميع الملاعب متقاربة اذا ما علمنا ان المسافة بين الرياض وجدة مثلا تقارب المسافة بين الدوحة والرياض.
ان الاعلام الصادق يجب ان يضع المصلحة الوطنية نصب عينيه وإذا رأى ان موضوع التأجيل امر مزعج ومؤثر على منافسات الدوري فليكن هذا شعاره دائما ولا يتخلى عنه من اجل ميوله ومصالحه الخاصة ولا يرسخ منهج الرؤية الضيقة والتي صبغت على الصحافة والإعلام مسمى اعلام اندية ضد المنتخب .
