الوجيه جاهل الجاهل عطاءات وجهود تذكر فتشكر

في طفولتنا ومراهقتنا كنا نسمع كثيراً بطيب الذكر الوجيه جاهل الحمد الجاهل .. يومها كان من أهم المتصدرين بوجاهته وكرمه ومبادراته الاجتماعية للمشهد الاجتماعي في عنيزة و منطقة القصيم عموماً .
قدم الكثير والكثير لمجتمعه ولأبناء مجتمعه ..
يعد الشيخ جاهل الحمد الجاهل واحداً من أهم الرواد المؤسسين للعمل الخيري والاجتماعي المؤسساتي المنظم في عنيزة والقصيم ..
فقد كان من أوائل المنتسبين كعضو مجلس إدارة في عدداً من مؤسسات النفع العام في منطقة القصيم وفي عنيزة تحديداً .
ولا يستطيع كائناً من كان أن ينكر عطاءاته وجهوده وإسهاماته الكثيرة والمتعددة ..
لم تتوقف مبادرات الشيخ جاهل الجاهل عند هذا الحد ولم تكن محصورة في المؤسسات الخيرية والإجتماعية المنظمة .. فقد سخر وجاهته ومعارفه وعلاقاته لخدمة أبناء مجتمعه ولم يتوانى مطلقاً في مد يده لخدمة الغير ولم يمانع أن يساهم بوجاهته لمساعدة الغير .
ظل الوجيه جاهل الحمد الجاهل صاحب حضور قوى ومتميز في كافة المناسبات والمناشط بل كان عضواً مساهماً ورئيساً في العديد منها .. وأستحق بكل فخر أن يكون أحد أهم وجهاء منطقة القصيم .. وأستحق تقدير سمو أمير المنطقة وكافة الشخصيات الإجتماعية والرسمية
الشيخ جاهل الجاهل بداءاً بسيطاً ميسور الحال قبل أن يمن الله بنعمه ويصبح بجده واجتهاده واحداً من رجال المال والأعمال بالمنطقة ..
دارت الدنيا وتقدمت السنين وكبرنا .. لكنا لم نجد ” أبو حمد ” ضمن كوكبة الوجهاء والأعيان .. أختفى وجوده لكن ذكره وأثره الطيب مازالت موجودة .. وعطاءاته مازالت رائحتها الزكية فواحه ..
لم أكن أعلم لماذا اختفى وأبتعد ” أبوحمد ” عن المشهد الرسمي والإجتماعي .
لكن البحث عن ” أبو حمد ” كان هماً بالنسبة لي . فجهوده وعطاءاته شاهده في كل مكان بعنيزة . وفي منطقة القصيم …
أطلعت على أرشيف من الصور والصحف القديمة لعدداً من الجمعيات ومؤسسات النفع العام والمناسبات الاجتماعية كان ” أبوحمد ” أحد اهم المتواجدين .. وله قيمته ومقامه الكبير … لكنه لم يعد حاضراً ..
بحثت عنه لأكتشف أنه بعد عطاء وحضور أمتد لربع قرن من الزمان قد أختار طوعاً ان يغادر المشهد الرسمي . وحضور كافة المناسبات الرسمية وان يبتعد عن عضوياته في المؤسسات والجمعيات .. قدم الكثير من الجهد والمال .. وقرر طوعاً أن يفتح المجال لجيل جديد ليواصل خدمة المجتمع ..
إنصرف ” أبو حمد ” عن المشهد الرسمي لينحاز مع البسطاء ترك أضواء المناسبات الرسمية وفلاشاتها وذهب إلى البسطاء . تجده صباحاً يجلس مع كبار السن في سوق الخضار .. وعصراً مع غيرهم من جميع طبقات المجتمع .
وظل يستقبل محبيه والأوفياء مع أصدقائه ومعارفه … ورغم إبتعاده جسدياً عن مؤسسات وجمعيات النفع العام إلا انه ظل من الداعمين لها بالسر ..
موافقه وعطاءاته كبيرة وتستحق التقدير .. عرفته عن قرب منذ عشر سنوات وعرفت طيبته وأحسيت بمعشره الطيب
مثل بالنسبة لي كنزاً من المعلومات التاريخية عن فترات زمنية سابقة . شهدت بدايات تأسيس المؤسسات الحكومية ومؤسسات النفع العام .. ويشهد الله أنه لم يكن بخيلاً بتزويدي بما أطلبه منه من حوادث ومعلومات وأحداث ..
عاش ” أبو حمد ” ربع قرن متواصلة في المشهد الإجتماعي حاضراً بقوة .. وأكمل تماماً ربع قرن أخرى مبتعداً عن الأضواء …
لن نتحدث عن عطاءات ” أبو حمد ” الخيرية ورعايته للأيتما .. والفقراء والمحتاجين .. لكت نشيد ” بأبو حمد ” رجل المبادرات .. وأحد الوجهاء الكباء .
انتقل قبل عشرة أيام ” أبو حمد ” إلى رحمة الله تعالى تاركاً الذكر الطيب والسمعة الحسنة .. والعطاءات الكبرى التي لا يمكن أن تنسى ..
نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه وان يسكنه جناته ..
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين

12