أحلامنا في روسيا بدأت

إن الاستعداد المبكر لأي عملٍ منتظرٍ في المستقبل يعطيه فرص نجاحٍ عالية، المهم أن يكون هذا الاستعداد وفق خطةٍ واضحةٍ ومدروسةٍ، ونسبة الاحتمالات فيها لا تخضع لظروفٍ بعيدةٍ عن منهجية العمل وطرق تنفيذه، بمعنى أن تكون الخطة الموضوعة شاملة لكل جوانب العمل المراد إنجازه خلال فترةٍ زمنيةٍ معينة.

لذا، يبدو أن اتحاد الكرة المدعوم من هيئة الرياضة استشعر أهمية المرحلة منذ وقتٍ مبكرٍ، وبدأ في الاستعداد لنهائيات كأس العالم في روسيا مبكرا، فالتحركات المتتالية منذ أن تأهل منتخبنا توحي بهذا الشيء، فالحدث الرياضي الذي ينتظر منتخبنا ليس سهلا، ولا يجب أن يكون سهلا حتى لا يصاحبه استرخاء وتهاون، فالمهمة صعبة جدا، والهدف غالٍ ونبيل، ويحتاج التضحية من الجميع.

ولا يضر أن يكون التفكير في هذا الموسم تحديدا منصبا حول خدمة المنتخب، فالأندية تتعارك وتتنافس طوال السنوات الماضية، وستظل كذلك ما بقيت كرة القدم، لكن الأحداث المهمة التي تأتي بعد انتظارٍ طويلٍ تستحق أن نضحي بكل شيءٍ من أجلها، ولا أظن أن هناك حدثا رياضيا أهم من كأس العالم.

فعلى الصعيد الإداري والتنظيمي يعتبر اختيار الأسطورة ماجد عبدالله حتى يكون مديرا عاما للمنتخب السعودي قرارا حكيما؛ لأسباب كثيرة، فالعمل الرياضي في مثل هذه المناسبات يتطلب وجود شخصٍ صاحب خبرةٍ، وسبق وأن خاض تجارب من هذا النوع وهو لاعب، ناهيك عن حجم وقيمة نجمٍ أسطوريٍ مثل ماجد عبدالله، والدور الكبير الذي سيلعبه مع لاعبي المنتخب، وكيف سيوظف خبرته حتى يستفيدوا منها، ومن الميزات الجميلة في ماجد والتي ستخدم العمل بشكلٍ عمليٍ ابتعاده عن المجاملات في العمل؛ لأنه يتحرك وفق قناعته الشخصية المستندة على تاريخٍ طويلٍ في مجال كرة القدم، لذا، فإن من فكر في استقطاب ماجد كان يفهم جيدا كيف يستفيد من ماجد.

أما على الصعيد الفني، فأعتقد أن باوزا مدرب رائع ومناسب جدا لهذه المرحلة، رغم أن استمرار مارفيك كان خيارا مهما، لكن تعنته وعدم اهتمامه بالبقاء في السعودية والمتابعة الدقيقة عجل برحيله.

15