“خير الناس أنفعهم للناس”

واجب علينا أن نتذكر ونذكر غيرنا بأن الإنسانية والأخلاق والضمير ومخافة الله يجب أن نضعها في الحسبان أمام ناظر أعيننا, ونهمس في إذن كل من أنعم الله عليه بالمال والجاه, والمناصب القيادية مثل التي تقلدها مدراء الشركات والدوائر الحكومية نقول لهم كونوا أنتم الأشخاص الذين عندما يراهم الناس يقولون مازالت الدنيا بخير .

لأن الدنيا فانية والمناصب زائلة, ويكفيهم شرفاً خدمة الناس والتحلي بالأخلاق ومساعدة الناس من خلال المناصب التي تقلدوها .. وخير الناس أنفعهم للناس، ولنا في القصص التي وردت في القرآن عبر وعظة لمن تجبر وطغى وأضاع أبسط حقوق الناس والموظفين, فكانت دروس ومواعظ امتدت مع مرور العصور و الأزمان .. فالسعيد من وُعظ بغيره والشقي من اتّعظ به غيره .

فالظالم له علامات يُعرف بها بين الناس سواء في الحياة العامة أو في منظومة العمل, فتراه متعالياً على الناس وينظر إليهم نظره فوقية, وتجده معجباً بنفسه ويستهين بقدرات الآخرين, ويستخدم نفوذه في أذية الناس وتتبع عثراتهم وكشف سترهم, إضافة لاستخدام نفوذه وسلطته لبخس واغتصاب حقوق الناس, ظنا منه أنه على حق فيما عمل متناسياً أن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل !

قال تعالى : وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ( سورة إبراهيم – ٤٢) .

فشتان بين من عمل وجعل معلمه في مخافة الله وعدم ظلم الناس وبخس حقوقهم, وعدم الوقوف معهم في حقوقهم الرسمية التي وضعتها وسنتها القوانين الخاصة بمكاتب العمل والعمال .. فالاستيلاء على أبسط الحقوق دون وجه يذكر. يعد أكبر جرم يعمله كل من أُعطيت له السلطة والصلاحية داخل وخارج منظومة العمل, وطالما أن هناك لوائح وحقوق وأنظمة تنص على حقوق الموظفين وعامة الناس لماذا يتم تجاهلها ؟!

نحن ندرك أن قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حرصوا على منفعة البلاد والعباد، فالإنسانية والأخلاق والضمير يجب أن يضعها كل من بلغ كرسي الرئاسة أمام ناظريه سواء كان وزيراً أو مسئولا في عمله .

أخيرا يجب أن نتذكر بأن الطيور تأكل النمل وعندما تموت فإن النمل يأكلها, ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك!

 

طارق مبروك السعيد

@AlsaeedTariq

 

 

10