6 أجانب في جميل كثير

أحياناً بعض القرارات تكون ناجحة على الورق، وتفشل حين تأخذ حيّز التنفيذ، مهما كانت الخطوات والدراسات المتبعة قبل اتخاذ هذه القرارات. فالموافقة على الاستعانة بـ (6 أجانب) لكل فريق سلاح ذو حدين، ولا يمكن الجزم بنجاح هذه الخطوة من عدمها إلا بعد فترة من الزمن، حتى تتضح إيجابياتها وسلبياتها على أرض الواقع، بمعنى أن بعض القرارات والأفكار تحتاج بيئةً معينةً تحيط بها كل العوامل المناسبة التي تساعد على نجاح هذه القرارات.

في أنديتنا بيئة الاحتراف لا تزال هشّة، وتحتاج تصحيحا في بعض مفاهيمها ومتطلباتها، فمعنى أن يختار كل فريق (6 أجانب) هذا أمر صعب، وفيه نسبة مخاطرة كبيرة على مستقبل اللاعب السعودي، فمن الصعب الآن وبعد هذا القرار بروز نجوم جدد في كرة القدم السعودية، فالفرصة باتت صعبة، ولم تعد كما في السابق الحظوظ كانت عاليةً لحدٍّ ما، ولا أعتقد على المدى البعيد استمرار هذا القرار بالذات، والسبب سيتضح من خلال نتائج المنتخب والأندية؛ لأنها ستخسر مواهب كثيرة، وهذا بالتالي سيؤثر على المنتخب السعودي، إلا في حال أن اتحاد القدم تدارك هذا الأمر بقرار آخر لا يقل جرأة عن القرار السابق، وقام بإقرار مشروع الدوري الرديف، بحيث تكون المشاركة فيه مفتوحة بدون الاعتماد على اللاعب الأجنبي، بالتالي سيكون هذا الأمر مناسبا، وسيساعد الأندية في اتجاهات كثيرة، فالأندية بعد إقرار الدوري الرديف لن تأتي بأجانب مستوياتهم أقل من اللاعب المحلي؛ لأن الفائدة منهم ستكون فقط في الدوري الأساسي، ولن تستفيد منهم في الدوري الرديف إذا كان مستواهم دون الطموح، هذا سيساعد الأندية على التركيز واختيار اللاعب المناسب صاحب الإمكانيات العالية، وأيضا مع الدوري الرديف ستجد الأندية فرصة لاكتشاف النجوم الجدد، وسيكون مدرب أي فريق أمام خيارات كثيرة، ولن تكون نسبة المخاطرة في الزجّ بلاعب جديد مع الفريق الأول عالية، فالمتابعة الجماهيرية ستكون مختلفة عن دوري الأولمبي المعمل به سابقا.

15