الخسارة لا تعني الخروج عن النص

إن مشكلتنا في الوسط الرياضي -المكون من إعلام وجمهور- في ردة الفعل السريعة، فنحن نكتب حسب ردة فعلنا بعد أي حدث يحدث لأي فريق، حتى مع المنتخب السعودي يحدث ذات الشيء، ولا أحد يريد أن ينتظر..! وكأنهم في سباق، المهم أن يكتب ويتحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ومع الأسف هنا يحدث الخلل، وتتغير الحقائق، وربما كلمة تكون سبباً مباشراً في نهاية لاعب أو زعزعة الثقة فيه، وما حدث من ردة فعل بعد خسارة المنتخب السعودي مع المنتخب الأسترالي لا يمكن أن تكون أمراً طبيعياً، وكأن البعض ينتظر الخسارة بفارغ الصبر، هناك أخطاء… هذا صحيح، وهفوات قاتلة كلفت المنتخب نتيجة المباراة وهذا أمر مفهوم، لكن الغير مفهوم كمية التشاؤم الغريبة التي حدثت بعد المباراة من بعض الإعلاميين ويتبعهم كثير من الجمهور، وكأن المنتخب فقد كل فرص التأهّل، رغم أن المنتخب السعودي أكثر منتخبات المجموعة الذي فرصه مازالت قائمة وبشكل كبير..!
يحق للجمهور أن يغضب، وربما اللاعبون يتقبلون هذا العتب مهما كانت قسوته، لكن لا أظن أن يقبلوا بالسخرية والتهكم من قاماتٍ رياضيةٍ لها باعٌ طويلٌ في المجال الرياضي..! هنا سيكون الأمر مختلفاً، ويجب أن يعرفوا أن للنقد حدود، ويحق لأي شخص توضيح هذا الأمر، ومن المفترض أن يتدخل المسؤول عن المنتخب في هذا الشأن، ويناقش كل مَن حاول التقليل من نجوم المنتخب ممن لهم حضورٌ إعلاميٌّ لافتٌ، ويطالبهم بتقديم اعتذارهم حتى نحفظ لنجوم المنتخب قيمتهم، فهم يمثلون البلد، ويدافعون عن شعار وطنهم، ومهمة الجميع الوقوف خلفهم ودعمهم، وبعد التصفيات يكون الحكم، وشرح الأخطاء، وربما تُقبل أي ردة فعلٍ مهما كانت قاسيةً لو -لا سمح الله- تبخر حلم التأهل لنهائيات كأس العالم في روسيا .
إن المرحلة القادمة تتطلب التجرد من كل الألوان والوقوف خلف لونٍ واحدٍ ودعمه، وهذا ما يحتاجه منتخبنا، فليس مقبولاً الاستفادة من خسارة المنتخب للتشفي في أنديةٍ معينةٍ لأهداف ليس لها قيمة ولا تخدم مصلحة المنتخب السعودي في مشروع التأهل.

10