الدوري السعودي.. ريادة بجدارة

بات الدوري السعودي الممتاز لكرة القدم، دوري جميل عبداللطيف، الدوري الأفضل والأكمل والأجمل عربياً وآسيوياً، وشخصياً : أعتبره ضمن الدوريات الأقوى عالمياً، لما شاهدناه في المواسم الأخيرة وبالأخص الموسم الفائت 1438هــ ، من تنافس شديد بين الأندية في بطولتي الدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين ، وقد شاهدنا معاً طيلة الموسم الكروي، جماهير تواقة وعاشقة لفرقها ، تملأ مدرجات الملاعب هنا وهناك.. وزاد إعجابي بهذه الجماهير الغفيرة، توشحها بألوان فرقها ، ولم تكتفي تلك الجماهير الرائعة، بترديد الأهازيج والتوشح بالشعارات فقط، بل ملئت الشوراع والسيارات والمقاهي بالألوان الصفراء والزرقاء والخضراء وغيرها من ألوان الفرق المتنافسة.

وأيضاً في مواقع التواصل الإجتماعي، كان لها نصيب فقذ رأينا تعليقات وتغريدات ساخرة ومثيرة قلماً نجدها في دوري آخر، غير الدوري السعودي.
حسناً: الدوري السعودي تطور بشكل كبير فنياً وإدارياً وتنظيمياً وتحكيماً وإعلامياً، والأخير كان الدينمو المحرك للبطولات وموقد شعلة التنافس الشريف، بنقله للمباريات وخفايا وأسرار ودهاليز ما يدرور خلف الكيمراء في الفرق ونجومها.
وعطفاً على ما سبق، من الطبيعي أن يحتل الدوري السعودي ترتيب الأفضلية والريادة بجدارة .. لِمَ لا وقد رأينا أغلب الفرق تتنافس على البطولات وتبذل كل ما بوسعها لحصد الألقاب والظفر بأقراص الذهب.
المباريات في مجملها هذا الموسم ، تميزت بالندية والإثارة والحماس الروح العالية وتنوع اللعب واللعب بالنفس الطويل، وكذا تصريحات المدربين قبل بدء المباريات كانت (ساخنة ومثيرة للجدل) وخطط لعبهم كانت متنوعة هجومية ودفاعية ومختلفة من مباراة لأخرى.
ما يميز الدوري السعودي عن غيره من الدوريات العربية والآسيوية، أنه أصبح محطة أنظار الجميع من كافة الأقطار والبلدان وجمهوره يتوسع عاماً بعد عام، وبات وجهة لاحتراف كثير من اللاعبين والنجوم العرب والبرازيلين والأفارقة والأوروبين.
هذا التطور المحلوظ والمشهود لمسابقات كرة القدم في المملكة العربية السعودية، لم يأتي بمحض الصدقة أو بضربة حظ، بل جاء بعد جهود حثيثة بذلتها قيادة الشباب والرياضة والاتحاد العام للعبة بالمملكة، ومن خلفهم إدارت الأندية الكفؤة ، التي سهرت الليالي وذللت الصعاب أمام فرقها للإبداع والتألق في المستطيل الأخضر.
وبعد كل هذا الاهتمام الذي لا نظير له، باللعبة الشعبية الأولى كرة القدم، حتماً ستكون نتائجه طيبة على الكرة السعودية دولياً، بل أكاد أجزم أن ثماره ستجنى في القريب العاجل، في الاستحقاقات الخارجية للمنتخبات الوطنية السعودية، الأقليمية والعربية والدولية، ولعل المناسبة هنا تذكرني بتطور الدوري الإسباني في موسم 2009 وعودة برشلونة إلى منصات التتويج، إضافة إلى بروز نجمه الدولي الظاهرة الأرجنتينية ليونيل ميسي في ذلك العام، الأمر الذي عاد بالنفع على الكرة الإسبانية، ففاز منتخبها في العام التالي 2010 ، بكأس العالم الذي أستضافته جنوب إفريقيا، لأول مرة في تاريخه.. فهل يُعيد التأريخ نفسه، ويتوج تطور كرة قدم المملكة العربية السعودية هذا الموسم، ونشاهد الأخضر السعودي العام القادم في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، يقدم مستوى مغايراً عن النهائيات السابقة، ويحقق نتائج إيجابية ويفوز بكأس العالم 2018 لأول مرة بتاريخه كما فعل نظيره الإسباني في مونديال جنوب إفريقيا 2010؟.. نتمنى ذلك

10