من خذل حضور النصر

رغم حالة عدم الرضا والاختلافات التي عمت البيت النصراوي وظهور العديد من الأصوات المنزعجة من وضع الفريق والمطالبات بالاستقالة والمخالصات.. إلا أن حضور العالمي كان قويا بشخصية البطل وثقافة الفوز وتواجد على منصات التتويج بتحقيق أحد المراكز الثلاث المتقدمة في الدوريات على مستوى الفريق الأول والأولمبي والشباب والناشئين والبراعم.. وبمستويات ونتائج وقراءات جيدة إلا أن محبيه لهم عتب كبير فالجميع يبحث عن رفع الأسوار التي حاول الأقزام قفزها وهيبة وروح النصر التي فقدها.
بالتأكيد المسؤولية مشتركة فالكل مقصر ويجب أن يعترف بتقصيره فحالة التخاذل العامة هي من أضاعت النصر.. فالاختلاف في الآراء وتبادل الاتهامات وفرض الوصايا أعطى مساحة لزيادة المشاكل فهناك تخبط وعشوائية لإدارة النادي وابتعاد لأعضاء الشرف وجهاز أداري وفني ولاعبين مفرطين وبينهم شحناء وتصادمات وجماهير قاطعت المدرجات.. كل هذا وأكثر أدى إلى تراجع الفريق.
أعتقد أن الخط الفاصل بين نصر البطولات ونصر التخاذل هو حفل التكريم 2015 الذي لم أجد له تفسير ولا معنى بالطريقة التي خرج بها.. وكان بداية اللعب خارج الملعب وأعطى إيحاء بالاكتفاء قل معها حجم العمل والتركيز.. ليس لأن كحيلان لا يستاهل ولكن المفترض أن يكون حفل تكريم نصراوي مبسط بمشاركة الجماهير داخل النادي للتعبير عن الشكر والعرفان للرئيس والأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين.
حالة الغصب والسخط العاطفية هي بالتأكيد نابعة من حب وعشق النصر.. وهو أمر طبيعي لجماهير فريق إذا كان في القمة لا يهمه من يكون خلفه وإذا لم يحقق هو البطولة لا يهمه من يحققها.. وما يعيشه أو يعتقده بعض المحسوبين على الأندية المنافسة أنهم بإسقاطاتهم وأفعالها ينالون من العالمي نتيجة لحالة النصر المعنوية في يوم تحصيل حاصل يؤكد أنهم يعيشون على ذكريات مؤلمة لمواسم سابقة عندما حضر الفارس في يوم الحسم ولم يجد أحد.
باختصار.. النصر سيعود وعندها ستكون كلمته قويه فهو من يملا الأرض فرحا وتوهجه يجعل الحراك الاجتماعي أكبر.. والرسالة هي أن يستشعر كل نصراوي قيمة ومكانة كبير الرياض ومدى تأثيره والاعتزاز بالكيان وإعادة الثقة والتكاتف والإصرار والعمل بروح الفريق الواحد وحل الخلافات ووضع خطة عمل ودعم وتجهيز الفريق.. فالتفرد بالقرار وابتعاد أعضاء الشرف ومقاطعة المدرج لا تحل المشاكل.

11