الحسد داخل منظومة العمل !

لكل متميز وناجح في عمله ضريبة سلبية تكون في وجود بعض الزملاء الحاسدين وبمسمى آخر “أعداء النجاح”, فالموظف المجتهد الذي يتميز بحبه وولاءه للعمل وتقديم الاقتراحات الهادفة والبناءة في تحسين وتطوير العمل, في الغالب يجد من يقدر جهوده بتقلده المناصب المرموقة التي يشرفها أكثر مما تشرفه نظير جهده المبذول وبشهادة كل من عمل معه .

حيث يكثر في المجتمعات العملية وخارج نطاق العمل بعض من البشر همهم الشاغل تشويه سمعة الناجحين , وهذا مضرب مثال لجميع الموظفين والموظفات الناجحين في عملهم ..

فالمناصب الكبيرة لها ناسها من ذوي الحنكة والمثالية, وهي تأتي إليه من تلقاء نفسها, وبالتالي تجد من يقتنيها مشهور بالنزاهة في إدارة دفة الأمور في العمل ..

وفي الجانب الآخر نجد أن هناك من يحاول القفز وتسلق أعالي الجبال الشاهقة الارتفاع, وبفترة زمنية قليلة للوصول إلى القمة ومعانقة السحاب لفرط النجاح ..
وهؤلاء هم شرذمة البشر يمكنهم أن يحاربوا ويضعوا الدسائس في سبيل تشويه سمعة الناجحين, ويكون همهم الأول هو إسقاطهم من أعلى القمة !!

وهم يظنون أن أكاذيبهم ودسائسهم وحقدهم الدفين يتم تصديقه من كبار المسئولين .

لا شك أن الموظف الناجح سواء كان مديراً أو مسئولاً يعمل ويتقدم بخطوات ثابتة رافعاً رأسه بشموخ , ولا تعتريه محاولة تشويه سمعته وتنحيته عن منصبه من بعض الحاسدين .. فهو يظل صامداً بنجاحه وتميزه وفكره النيّر ..
وقد تنشأ مشاعر الحسد داخل منظومة العمل بين الموظفين سواء الرؤساء أو المرؤوسين , والحسد موجود في كل مكان يغديه الشعور بالنقص والعداوة والبغضاء ..

قال تعالى : ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ (النساء: 54 ) ..

وقال تعالى : ﴿ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ (الفلق: 5) فالحاسد هو الذي يتمنى زوال النعمة من الغير!

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ” إياكم والحسد ; فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ” . رواه أبو داود .

في كثير من الأحيان وفي صميم هذا الحاسد المتمرس في زرع الفتنة والشقاق بين الناس, مما يؤدي إلى الكراهية والحقد وإثارة الجدل والعداوات بين الزملاء والأصحاب .

لقد رأيت ذلك يحدث أمامي خلال السنوات الطويلة التي قضيتها في العمل .. وكل ما يمكنني قوله هو: “كما دين تدان يا حاسد “, ولا عجب في ذلك لأن من يفعل هذا الصنيع يعتبر آفة وخطر في المجتمعات, وهي تعد موجعة مدمرة لكل من زامل هؤلاء البشر !

وكما يلاحظ الجميع أننا نواجه هذه المشاعر الغير فياضة وبشكل مكثف مع الناس الذين هم على مقربة منا وبشكل مستمر ..

يا أيها الحاسد, ضع في ذهنك وفي مخيلتك إن الحسد المكبوت بداخلك, والذي يضع على عينيك غشاوة سوداء تسبب في مضرة الآخرين !

تذكر مقولة “لكل مجتهد نصيب” , ومهما حاولت أن تنال من المثاليين ومن المدراء الناجحين فهم متميزون بنبل الأخلاق والعقل النيّر, ولا تنطلي عليهم رسائلك وإجبار الناس على تصديقك بمجرد انك قريب من أصحاب القرار .

ونقول لك : أعمل وأجتهد من تلقاء نفسك, ودع عملك يتحدث عنك ولا تدع لسانك يتحدث عنك, وابتعد عن القيل والقال وتمني زوال النعمة من الآخرين, ولا تجعل من نفسك أضحوكة في نظر الآخرين !

وفي نهاية الأمر سوف تخسر كل من حولك وقد تخسر جيرانك وأقرب الناس إليك بسبب طبعك المشين !

ونذكرك أيضاً أن بعض الأفكار والسلوكيات السلبية يمكن أن تكون وسيلة مدمرة لكل حاسد , وبالتالي ينعكس ذلك على نفسية كل من أرتضى لنفسه أن يشوش على الناجحين ..

لذا يجب علينا الحذر من التعامل مع هؤلاء الحسّاد , ومهما حاول بعض ضعفاء النفوس تشويه صورة المتفوقين..
في الواقع إذا نظرنا لبعض الأنظمة المعمولة بالشركات والدوائر الحكومية وغيرها, والتي تهتم فقط بجانب اللوائح والأنظمة الإدارية والموارد المالية لتشغيل عجلة العمل, وتغفل عن أهمية خلق بيئة جميلة داخل العمل…

إلى جانب متانة العلاقات الاجتماعية وسبل تعزيز أواصر الأُخوة بينه الموظفين .. مما يخلق فجوة في مكان العمل ينتج عنها العديد ن من المشاكل ومنها الغيرة والحسد !

أخيراً, يا حبذا لو وُضع القائمون على العمل آلية نجاح معينة, مثل تقديم جائزة الموظف المثالي, وكسر الحاجز النفسي بين الموظفين وغسيل ما في النفوس بعمل الرحلات الخاصة و تقديم الهدايا خارج فترة دوام العمل, لكي تسود الأُلفة والمحبة بين جميع الموظفين, وبالتالي تنعكس على العمل الإيجابي وتصفية الشحناء.

ودمتم بحفظه..

 

10