الاتحاد بطل كل الفصول

قبل أيام من انقضاء الدور الأول من دوري جميل وتصدر الاتحاد لترتيب الدوري متوجاً بلقب بطل الشتاء كتبت في حسابي على تطبيق تويتر بأن القاعدة التي تقول بأن بطل الشتاء هو بطل الدوري لا تصدق في كل الأحوال، ولست هنا بصدد التراجع عن رأيي أو التنصل بقدر ما أود التأكيد عليه وهو أن الاتحاد وإن لم يكن بطل الشتاء فسيكون بطلاً للدوري.
لم يكن لقب بطلاً الشتاء في يوم من الأيام حلماً يراود أنصار الكتيبة الاتحادية، فالاتحاد الذي تعود على جندلة أندية القارة الصفراء وأصبح كلمة السر في كل بطولة يخوض غمارها ممثلاً للأندية السعودية خارجياً لا يرتضي غير الذهب.
الاتحاد هذا الموسم هو بطل دوري جميل القادم وإن لم يحن التتويج، فالمعطيات والمؤشرات كلها تصب في مصلحة هذا النادي، بدءاً بروح الاتحاد التي توهجت بعد وفاة الفقيد أحمد مسعود رحمه الله الذي لم يمضي على استلامه زمام الأمور في النادي سوى أشهر معدودة، فكان فقدانه إيذاناً بعهد الوفاء الذي قطعه اللاعبون على أنفسهم بتحقيق بطولة الدوري كأقل ما يقدم لهذا الرجل، الروح الاتحادية ظهرت بجلاء في كل مباراة يخوضها الفريق ويصارع من أجل الظفر بنقاطها ومواصلة مشوار الذهب الذي بدأه الفريق من معسكره الخارجي، ورغم المشاكل التي ألمت بالفريق من حرمانه من المشاركة الآسيوية بسبب الالتزامات المالية على النادي وبعض الأمور الإدارية الأخرى إلا أن الفريق تجاوز كل تلك المطبات وصار همه الأول تحقيق الدوري والتضحية بالبطولة الآسيوية.
وكأن الأقدار تأبى إلا أن تنصف الاتحاد بعد كل تلك العقبات فكان من الطبيعي أن يتوج بلقب بطل الشتاء بعد استفادته من تعثر الهلال في الجولة الأخيرة من الدور الأول أمام غريمه التقليدي النصر ثم الفوز في مباراته المثيرة وربما تكون الأقوى في مواجهات الدور الأول مع متذيل الترتيب فريق الفتح، الفريق الذي قاتل حتى الرمق الأخير من أجل الخروج ولو بنقطه من فم النمر إلا أن ذلك لم يحصل، فعندما تحضر روح الاتحاد وعزيمة لاعبيه ترتسم الفرحة على وجوه أنصاره تاركاً لغيره من الشامتين الصياح حتى الصباح.
مباراة كتمت الأنفاس لكل الجماهير المحبة لعميد الأندية السعودية بعد أن تقدم الفتح بهدفين لهدف وأغفل حكم المباراة احتساب ركلة جزاء واضحة وأمام الحكم المساعد بعد أن لامست يد مدافع الفتح لتستمر معها إثارة المباراة والضغط المتواصل والفرص المهدرة حتى آخر دقيقة من زمن المباراة التي انبرى فيها محارب الصحراء أحمد العكايشي ليصعد بفريقه إلى صدارة ترتيب دوري جميل متوجاً بذلك مجهود زملائه طوال 13 مباراة انقضت من عمر الدوري.
الاتحاد الذي يسير وخلفه صناع القرار هو الآن يكتب عودة بطل سابق سجل التاريخ إنجازاته بمداد من ذهب، فكما غاب النصر وعاد كبيراً سيعود الاتحاد وستعود الأفراح والليالي الملاح لأنصار ومحبي هذا النادي العريق.

7