لا تستعجلوا على أجانب النصر

مع بداية الموسم الجديد وتحديدًا في مباراة النصر أمام الفتح والتي تألق فيها العالمي مستوى ونتيجة، أجمع النصراويون المتابعون على نجاح صفقة المحترف الكرواتي (إيفان) نظير ما قدمه من عطاء ولمسات إبداعية في تلك المباراة.
وفي المباراة الأخيرة للنصر والتي انتصر فيها أمام القادسية، لم يقدم إيفان نفس عطائه في المباريات السابقة، فبدأ الكلام يظهر من بعض النصراويين في وسائل التواصل الاجتماعي على أن (إيفان) مقلب جديد شربه النصر وكذلك الحال بالنسبة لزميله المحترف الكرواتي الآخر (توماسوف).
هل يُعقل أن نحكم على اللاعبين الأجانب بالنجاح أو الفشل من خلال مباراة أو مباراتين. بالطبع لا.
الحكم يجب أن يتم على مرحلتين.. الأولى تكون قبل مجيئه وذلك من خلال سيرته الذاتية ومن واقع عطائه داخل الملعب مع الفريق أو الفرق التي لعب معها، وعما إذا كانت كانت طريقة لعبه مناسبة لما يرغبه مدرب الفريق أو لا.
اجتيازه لهذه المرحلة يؤهله لتوقيع العقد مع الفريق، لتبدأ المرحلة الثانية في تقييمه وهي في الغالب مضمونة كون اللاعب اجتاز كل المتطلبات السابقة ولا يحتاج إلا على التعود على الأجواء المناخية والبيئية وبالذات عندما ينتقل من مناطق باردة وزراعية إلى مناطق حارة وجافة وذات جو متقلب، فضلًا عن البيئة الجديدة المحيطة للاعب ونحن نعلم أن أغلب اللاعبين الأجانب يقدسون رغبات زوجاتهم في توفير العيشة المناسبة وهذا بدوره ينعكس على أداء اللاعب في التمارين والمباريات.
الذي نعرفه أن اللاعبين الأربعة الأجانب في النصر وهم (إيفان وتوماسوف وبرونو وإيالا) قد جاءوا باختيار تام وكامل من قبل المدرب الكرواتي زوران دون تدخل من الإدارة أو أحد أعضاء الشرف وهو أمر يحدث لأول مرة في تاريخ النصر الحديث، حتى أن زوران ضحى بالمحترف ميها والذي تعاقدت معه إدارة النصر كونه تيقن من خلال تمارين المعسكر أنه لن يفيده في تنفيذ خططه الفنية، وبالتالي فإن أجانب النصر الحاليين يحتاجون فقط إلى الوقت الكافي للتأقلم والتعود على جو السعودية بطقسها وبيئتها، حينها سيكون لهم كلمة للفريق ومن حق الجماهير وقتها أن تعاتب أحدهم إن لم يقدم المستوى المطلوب منه.
الجماهير النصراوية والسعودية بشكل عام مستعجلة دائمًا في إطلاق أحكامها على اللاعب الأجنبي، وتريد منه أن يكون دائمًا ماكينة منتجة بالمستوى والأهداف من لحظة دخوله للسعودية وحتى آخر مباراة وهذا لا يحدث حتى مع أفضل اللاعبين وفي أفضل الدول الكروية.
د. علي مليباري
تويتر AliMelibari@

9