عادل البطي شاءوا أم أبوا
محمد الشيخ

محمد الشيخ

ليس هناك أي مبرر لعملية تقطيع الوقت التي يمارسها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم احمد عيد في الإعلان عن المشرف القادم للمنتخب سوى أنه يسعى لتعيين شخص مفصل على هواه ومركب وفق مزاجه دون الالتفات للاتفاقية التي ذهب فيها مع الأمير عبدالله بن مساعد إلى ضرورة تعيين مشرف من خارج دائرة الاتحاد الحالي ليواكب مسيرة المنتخب في تصفيات كأس العالم حيث سيمر بمرحلتين الأولى مع هذا الاتحاد التي ستنتهي ولايته في ديسمبر المقبل والأخرى مع اتحاد منتخب جديد.

توقعت في مقال سابق ومع أول تأجيل للقرار بأن هناك طبخة لا يراد لها أن تستوي بالطريقة التي ينبغي أن تستوي بها، وإن استوت فوفق المقادير التي يضعها رئيس الاتحاد دون تدخل من أحد، وكنت واضحاً في رؤيتي السابقة بأن عيد يريد أن يلتف على الاتفاق بحيث يتم تعيين من يختاره هو؛ خصوصاً وأن الاجتماع الأول كان قد تقرر في جدول أعماله الإعلان عن المشرف الجديد؛ لكن يبدو أن الطبخة لم تستوِ في ذلك الاجتماع ليأتي قرار التأجيل الذي طال أمده.

اليوم كما كان من قبل فكل المؤشرات تذهب إلى أن المرشحين للمنصب هما عادل البطي وطارق كيال، ولا مناص من القول بأن الأول هو مرشح الأمير عبدالله فهو ثقته وورقة رهانه الرابحة، والثاني هو مرشح احمد عيد الذي يجمعه به الأهلي وصداقة تصل إلى حد الميانة، ويكفي أن كيال هو من وشّح عيد بشال الأهلي على منصة التتويج بكأس الدوري وهو الذي فتح عليه الباب واسعاً بسبب تصرفه لعاصفة من الانتقادات؛ خصوصاً وقد ترافق الوشاح مع الدموع.

المرحلة الراهنة لا تتطلب استذكاء ولا التفاف على الواقع فهذا الاتحاد أعجز من يديرها وهو الذي فشل في إدارة الكرة السعودية والمنتخب طوال السنوات الأربع الماضية، ومن لا يستطيع حسم اختيار مشرف للمنتخب هو أعجز من أن يحسم ملف صعب ومعقد كملف التأهل لكأس العالم الذي أعطتنا القرعة مؤشراً على أن لا مجال لأي خطأ مهما كان صغيراً.

قلت هنا وقبل إعلان قرار تعيين مشرف محايد للمنتخب بأنه ينبغي على اللجنة الأولمبية أن تتدخل ليس في اختيار المشرف وحسب بل في حتمية وضع المنتخب برمته في التصفيات تحت عهدتها؛ لأن المرحلة صعبة بل وخطيرة، ولا يمكن أن توكل لهذا الاتحاد الذي ستنتهي ولايته بنهاية العام، وهو أمر يجب أن يتفهمه احمد عيد وكل أعضاء الاتحاد، وإن لم يتفهموه وفق المنطق وما تقتضيه المصلحة العامة للكرة السعودية فيجب أن يتفهموه بقرار نافذ لا يكون لهم أمامه حول ولا قوة.

الكلمة الفصل التي يجب أن يسمعها عيد قبل اجتماع السبت المقرر لإعلان اسم المشرف هي أن قرار ترشيح مشرف للمنتخب ليست صناعة صاروخ بل هي مؤهلات شخص يستطيع التعامل مع ما يمكن وصفه بالأزمة ويملك الإمكانات لصناعة جسر يربط بين مرحلتين بحيث يكون مقبولاً وقريباً من كل الأطراف التي ستعمل في هذا المشروع الصعب ولا أحد أنسب من عادل البطي شاءوا أم أبوا.

17